وفي هذا الصدد، أوضحت الدكتورة العمراوي، وهي المسؤولة عن حملات التبرع بالدم والتواصل بالمركز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الاحتفال باليوم المغاربي للتبرع بالدم، الذي يصادف الثلاثين من مارس من كل سنة، والمنظم هذه السنة على الصعيد الوطني تحت شعار "شكرا على عودتكم للتبرع بالدم"، أن عدد المتبرعين الطوعيين مثل خلال السنة المنصرمة نحو 93 في المائة من إجمالي المتبرعين، لافتة إلى ان التحدي المطروح حاليا يكمن في الرفع من عدد المتبرعين المنتظمين لضمان وفرة هذه المادية الحيوية.
في هذا السياق أكدت المسؤولة أن المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم وضع لهذه الغاية استراتيجية برسم سنوات 2017-2020 تراهن على المتبرع المنتظم، موضحة أن الرجال يمكنهم التبرع بالدم مرة واحدة كل شهرين، فيما يمكن للمرأة القيام بذلك مرة كل ثلاث أشهر بواقع ثلاث مرات في السنة، دون أن يترتب على ذلك أية أعراض صحية تذكر.
وأبرزت أنه لو أن كل متبرع تطوع مرتين خلال السنة المنصرمة لكان العدد الاجمالي للمتبرعين قد انتقل إلى أكثر من 600 ألف، بما يرفع النسبة إلى 1 في المائة من مجموع السكان، وبالتالي الوصول إلى السقف الذي توصي به المنظمة العالمية للصحة،
مشددة بهذا الخصوص على بذل المزيد من الدعم والتعبئة للتحسيس بالأهمية الحيوية التي تكتسيها عميلة التبرع بالدم.
كما أشارت إلى أن ضرورة الانتظام في التبرع بالدم مردها خصوصية تركيبة هذه المادة الحيوية، ذلك أن الصفائح المستخرجة مختبريا من الدم لا تتعدى صلاحيتها خمسة أيام، والكريات الحمراء 42 يوما، والمصل عاما واحدا موضحة أن توفير هذه العناصر الحيوية يفترض انتظاما في التبرع بهذه المادة الحيوية وفق تمثل إنساني وتطوعي محض، إنقاذا لأرواح العديد من البشر.
وأضافت أن الأعراض الصحية الموجبة لحقن الدم آخذة في التنامي، لاسيما بالنظر لكون العديد من أمراض السرطان أصبح التكفل بها متاحا على الصعيد الوطني، وللعمليات الجراحية التي قد يترتب عن إجرائها نزيف حاد، علاوة على أمراض القصور الكلوي، وأعراض الثلاسيميا وهو اضطراب وراثي في خلايا الدم.
الجدير بالذكر أن المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم يعتزم بهذه المناسبة تنظيم ندوات تحسيسية حول التبرع بالدم على مستوى العديد من مراكزه الجهوية، خصوصا بمساهمة الهلال الأحمر المغربي، و بعض الجمعيات والشخصيات الفنية والرياضية مع توزيع شواهد تقديرية وتكريم المتبرعين وعدة مؤسسات تنشط في مجال التبرع بالدم.
مغاربيا، فإن الاحتفال بهذا اليوم، الذي أقره المجلس الوزاري المغاربي للصحة يروم بالأساس ترسيخ ثقافة التبرع بالدم لدى المواطنين، ومن ثم رفع عدد المتبرعين المنتظمين، فضلا عن تدعيم آلية التعاون بين مختلف البنوك المغاربية لجمع وحفظ وتوزيع هذه المادة، وفق المعايير الدولية.
وتقام سنويا بهذه المناسبة في جل العواصم والمدن المغاربية حملات للتبرع بالدم وأنشطة تحسيسية لزيادة الوعي بأهمية التبرع بهذه المادة الحيوية، وذلك بمشاركة منظمات من المجتمع المدني وجمعيات الهلال الأحمر، بالإضافة إلى المراكز الجهوية للتبرع.