لاشيء مستحيل..طبيب بالبيضاء يشهد على عذرية عجوز لها 13 ولدا

DR

في 29/01/2014 على الساعة 18:26

أقوال الصحفطالما شهدت المحاكم قضايا مثيرة أساسها شهادات طبية تُمنح على سبيل التزوير أو بالمحاباة، ورغم التنبيه المستمر إلى خطورتها بالنظر إلى مدد العجز التي تحدد فيها، فإن المحاكم ذاتها تجد نفسها أمام ملفات أطباء متهمين بتحرير شهادات لا تتضمن حقيقة ما عاينوا أو أنها منحت في ظروف طبعتها المجاملة والارتشاء.

في جريدة “الأخبار”، عدد يوم غد الخميس، إحدى نماذج الشهادات الطبية المزورة، إذ سلم أحد الأطباء المتابعين في قضية تزوير شهادات طبية ومنحها للموتى، شهادة طبية لعجوز يشهد فيها أنه بعد الفحص، تبين له أن المعنية بكر، ولا تظهر عليها علامات المرض المعدي.

وحسب نص الشهادة الطبية المسلمة من قبل الدكتور (أ.ع) في 20 من الشهر الحالي، فإن طالبة الشهادة (ر.ح)، تحمل رقم بطاقة تعريف وطنية يخص شخصا آخر، ليس سوى أحد المتابعين مع الطبيب ذاته في قضية تزوير شهادات طبية، والذي أراد “الإطاحة” بالطبيب في كمين نصب له بعناية.

وفي حديثه إلى “الأخبار” صرح خصم طبيب البيضاء، في القضية التي تقرر النظر فيها في 17 من الشهر المقبل، أنه اشترى من الطبيب نفسه شهادة عذرية أخرى لزوجته التي له معها ولدان، وشهادة طبية أخرى لأحد الأشخاص المتوفين، مضيفا أنه ينوي تعزيز ملفه بالوثيقتين، انتظارا “لإنصافه” في الملف المعروض على القضاء، بعد تحقيق قارب السنة.

وقال الشخص نفسه، صاحب شركة لصنع الخيام، إنه اهتدى إلى فكرة “شراء” الشهادات الطبية المزورة من الطبيب ذاته الذي منح له أحد المنتصبين في قضية شغل ضده، كان قد وقع معه على شهادة صلح، يتنازل فيها صاحب الشركة عن متابعة أجيره السابق بسرقة خواتم وسجلات تخص الشركة، إلا أنه وبعد مدة ليست بالطويلة، “فوجئت بأحد المفوضين يطرق بابي، لإبلاغي بانتصاب مستخدمي السابق خصما له في قضية شغل، معززة هي الأخرى بشهادتين طبيتين، تحددان مدة العجز في 360 يوما، مضيفا أنه قصد الطبيب ذاته واستخرج منه شهادات طبية لأشخاص فارقوا الحياة منذ سنين.

قسم أبو قراط

أغلب الملفات بالمحاكم تتعلق بخصومات بسيطة، قبل أن يحولها أحد أطرافها إلى نزاع جدي ومن أجل منحها الجدية اللازمة، ويبحثون عن شهادة طبية تفوق مدة العجز فيها 21 يوما، ويرفقونها بشكاية إلى النيابة العامة أو مباشرة إلى الدائرة الأمنية، فتنجز محاضر على ضوء ذلك، ويتم وضع الظنين، رهن الحراسة النظيرة قبل إحالته على النيابة العامة ثم الجلسة.

وينهج آخرون أسلوبا ملتويا، من أجل إظهار الحقيقة، ويدركون جيدا أنهم ضحايا طبيب من قسم أبي قراط، ومنح شهادة غير صحيحة استعملت ضدهم ظلما، ما يدفعهم إلى استدراج الطبيب نفسه، لتحرير شهادة جديدة تكون عربون براءتهم مما نسب إليهم، وتجر الطبيب إلى المساءلة... إنها الخلاصة التي تكشف أحد أزمات "الصحة" في المغرب.

في 29/01/2014 على الساعة 18:26