من هو الشيخ حمزة البودشيشي؟

DR

في 18/01/2017 على الساعة 13:30

على مدى 45 عاما، قاد الشيخ حمزة بن العباس بودشيش، قلعة الزاوية القادرية بقرية مداغ، التي ورث مشيختها عن أبيه العباس بن المختار بودشيش سنة 1972، قبل أن يسلم الروح فجر اليوم لبارئها، ويمنح "المشيخة" لنجله جمال الدين.

ولد "سيدي حمزة" كما يسميه أتباع الطريقة البودشيشية، عام 1922 بقرية مداغ (إقليم بركان)، حيث مقر زاوية سلفه الشرفاء القادريين البودشيشيين. حفظ القرآن الكريم وأنهى دراسته بالسلك الأول من التكوين العلمي ولم يتجاوز عمره 14 سنة. وتلقى علوم الشريعة الغراء بزاوية أسرته العريقة أولا، فأخذ علوم الفقه واللغة والنحو عن الفقيه العلامة أبي الشتاء الجامعي، والفقيه العلامة محمد بن عبد الصمد التجكاني، والفقيه العلامة علي العروسي اليزناسني والفقيه العلامة الحاج حميد الدرعي.

بعد ثلاث سنوات من توليه زعامة الطريقة البودشيشية، اصطدم الشيخ حمزة بأحد مريديه، الذي لم يكن سوى عبد السلام ياسين، بسبب محاولة الأخير "تسييس الزاوية"، فترتب عن هذا "التصادم" مغادرة ياسين للزاوية التي نهل فيها التصوف، قبل أن يؤسس جماعة "العدل والإحسان" عام 1981، بعدما "تعذر عليه إصلاح الزاوية من الجوانب الخرافية التي تنتشر بها".

على الرغم من بعض "الجوانب الخرافية" التي تشوب طقوس الزاوية القادرية البودشيشية، إلا أن الشيخ حمزة حريص على عدم الاصطدام بالسلطة وإبقاء علاقته مع المسؤولين على أحسن ما يرام.

هذا الموقف السياسي سيتعزز بعد تولي أحمد التوفيق، أحد المنتسبين للطريقة البودشيشية، مهمة تسيير وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالمغرب سنة 2002، حيث أصبح الحضور "البودشيشي" لافتا في تدبير الشأن الديني، لا ينغص راحته إلا صرخات إعلامية لبعض المسئولين عن زوايا صوفية أخرى، احتجت على تنامي نفوذ "سيدي حمزة" على حسابها في الشأن الديني.

اليوم، بعد رحيل الشيخ حمزة القادري بن العباس بودشيش، عن عمر 95 سنة، يرث عنه نجله الأكبر جمال الدين، مشيخة الزاوية القادرية.

وجمال الدين، هو رجل تعليم متقاعد خريج دار الحديث الحسنية ويبلغ من العمر حوالي 70 سنة ويقيم بمقر الزاوية، وقد أثار موجة من الانتقادات مؤخرا بسبب تصريحات صحفية مزج فيها بين تمجيد وتأليه أسلافه من القادريين البودشيشيين، على عكس والده الذي كان قليل الظهور في وسائل الإعلام.

تحرير من طرف منى
في 18/01/2017 على الساعة 13:30