مخيمات تندوف.. هل تساهم المفوضية السامية للاجئين بالجزائر في تدجين الأطفال الصحراويين؟

أطفال مجندون بمخيمات تندوف

أطفال مجندون بمخيمات تندوف . DR

في 14/06/2022 على الساعة 18:30

شرع مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الجزائر حاليا، في سابقة خطيرة للغاية، في إقامة مسابقة للأطفال في المخيمات الصحراوية، تتعلق بما يسميه بـ"الأيام الأولى للنزوح الجماعي" لعائلاتهم إلى تندوف ... في عام 1975. تفاصيل مبادرة في غير محلها، والتي لا يزال يتعين التحقق منها.

هل يشارك مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابع لمنظمة الأمم المتحدة حاليا، عبر فرعه في الجزائر، في عملية التدجين التي لم تتوقف البوليساريو وراعيتها الجزائري عن إخضاع الأطفال الصحراويين لها في مخيمات لحمادة.

فقد أطلق فرع الأمم المتحدة في الجزائر نداء لأطفال مخيمات تندوف من أجل المشاركة في مسابقة أدبية، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يحتفل به يوم 20 يونيو من كل سنة. ويتعلق الأمر باختيار أفضل ثلاثة أعمال (سواء كانت مقالة أو قصة قصيرة) تتعلق بما تسميه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كموضوع لهذه المسابقة، بـ"أيام اللجوء الأولى وكيف نزحت العائلات الصحراوية إلى مدينة تندوف مناشدة الأمن والأمان"!

بطبيعة الحال، ومع العلم أن الأطفال في المخيمات لم يكونوا شهودا مباشرين على الأحداث التي تمت دعوتهم لروايتها لأنها تعود إلى عام 1975، سيكون بإمكانهم، بحسب الإعلان المنسوب للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تقديم شهادات أجدادهم أو أولياء أمورهم.

الملصق الذي يعلن عن هذه المسابقة، والذي يتضمن الشعار وعنوان البريد الإلكتروني لمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الجزائر، يوضح أن المشاركين، الذين يجب ألا يتجاوز عمرهم 14 سنة، "مطالبون بإيداع مساهماتهم قبل 16 يونيو 2022 في ظرف مغلق بمكاتب الهلال الأحمر الصحراوي" الموجود في أحد المخيمات الخمسة المنتشرة حول تندوف. يجب أن يحمل الظرف المذكور توقيع ولي الأمر واسمه ورقم بطاقة هويته!

كما أن مساهمة كل طفل صحراوي مشارك في المسابقة يجب أن تكون مكتوبة باللغة العربية الفصحى وألا تزيد عن صفحتين مكتوبتين بخط اليد وإلا سترفض.

© Copyright : DR

بقى أن نعرف كيف يمكن التنقيب عن الكتاب الناشئين في مخيمات لحمادة، مع العلم أن الأطفال الذين يقيمون هناك، والذين نادرا ما يذهبون إلى المدرسة، يتم فصلهم عنوة عن عائلاتهم ويتم تجنيدهم وغسل أدمغتهم من قبل البوليساريو، مما يجبرهم على التدريب مبكرا على استعمال الأسلحة؟ كل هذا لقتل الوقت...

لكن الشيء الأكثر إثارة للدهشة في هذا الإعلان الغريب للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الجزائر هو أنه لا يحمل تاريخا أو ختما أو توقيع أي مسؤول من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الجزائر، مع الوعد بشكل غامض بتقديم مكافآت للفائزين الثلاثة. وبالنظر أيضا إلى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لديها مكتب فرعي في مخيمات تندوف، فمن الصعب أن نفهم سبب وجود "الهلال الأحمر الصحراوي" المزعوم وغير المعترف به والذي يشكل جزءً من القائمة الرسمية لشركاء المفوضية في الجزائر، تم اختياره لتسلم الأعمال في أظرفة مغلقة من المتنافسين.

لذلك، يشير كل شيء إلى أن البوليساريو لجأت ربما إلى التزوير واستخدامه من خلال استغلال مطبوعة تحمل شعار المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أو ببساطة لوضع فخ لهذه المؤسسة ووضعها أمام الأمر الواقع. وهكذا، من خلال توجيه نداء إلى الأطفال الصحراويين لكي يشاركوا في أعمال الدعاية التي تكتبها جهات أخرى، فإن جبهة البوليساريو، المتهمة بانتظام من قبل المجتمع الدولي بسبب تجنيد الأطفال، تسعى بالتالي إلى الاستفادة من الاحتفال باليوم العالمي للاجئين من أجل التمويه على احتجاز هؤلاء الاطفال وعائلاتهم.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 14/06/2022 على الساعة 18:30