عندما تحاول الجزائر والبوليساريو اجتياح شمال موريتانيا

DR

في 30/04/2020 على الساعة 22:00

في هذه الفترة المتميزة بانتشار فيروس كورونا وإغلاق الحدود الدولية، قامت الجزائر بدفع أكثر من ألف صحراوي لمغادرة مخيمات الحمادة إلى المنطقة العازلة. غير أن موريتانيا أفشلت هذه المحاولة وبالتالي حالت دون اجتياح أراضيها.

في الوقت الذي دعا فيه رئيس البوليساريو، إبراهيم غالي، سكان المخيمات الصحراوية في الحمادة إلى الالتزام بالحجر الصحي لحماية أنفسهم من "كوفيد -19"، وتجنب التنقل داخل أو بين المخيمات، يتم الترخيص لأكثر من ألف من هؤلاء الصحراويين بالانتقال إلى المنطقة العازلة.

ورد هذا الأمر في بيان صحفي صدر الأسبوع الماضي عن وزارة الإسكان المزعومة بالبوليساريو. ويؤكد هذا البيان أنه "تقرر السماح لبعض الصحراويين بالسفر" إلى المنطقة العازلة. لكن الشروط المفروضة على هذه الرحلات مثيرة للانتباه: يجب على كل مسافر أن يحمل معه الحد الأدنى من الوقود فقط (100 لتر كحد أقصى) ومن المنتجات الغذائية، وبعضها محظور كما ورد تحديدا في البيان الصحفي للجبهة الانفصالية.

هذه الإجراءات المفاجئة، التي تأتي في وقت يعرف فيه العالم حجرا صحيا وتقييدا للتنقل، أثارت على الفور انتباه المواقع الإخبارية الإقليمية في شمال موريتانيا، والتي تدرك جيدا كل ما يجري في مخيمات الحمادة. وهكذا حذرت هذه المواقع مما يمكن وصفه بأنه محاولة لاجتياح موريتانيا من قبل هؤلاء الصحراويين الذين سمحت لهم جبهة البوليساريو بالتنقل. ووفقا لأحد هذه المواقع، فقد تم الترخيص لأكثر من 1500 سيارة للذهاب إلى المنطقة العازلة، مشيرا إلى أن "96 في المائة من أصحاب هذه السيارات يخططون للدخول بشكل غير قانوني إلى إحدى المناطق الشمالية في موريتانيا: تيرس زمور، أدرار وداخلة نواذيبو".

وتجدر الإشارة إلى أن قوات الأمن الموريتانية أحبطت في الأسابيع الأخيرة محاولات عديدة لصحراويين للتسلل إلى موريتانيا، وتقوم بإعادة كل المتسللين بشكل منهجي ليس إلى المنطقة العازلة، ولكن إلى الجزائر عبر الحدود بين البلدين. وهذه رسالة واضحة من السلطات الموريتانية إلى نظيرتها الجزائرية تفيد بأنها مسؤولة عن هؤلاء الصحراويين الذين يأتون مباشرة من منطقة تندوف للتسلل إلى موريتانيا.

ويبقى السؤال الآن مطروحا عن أسباب مثل هذه "التراخيص الكثيرة" للتنقل الممنوحة في وقت واحد لحوالي 1500 سيارة وفي هذه الفترة الاستثنائية التي تتميز بفرض القيود على حركة الأشخاص والبضائع.

هل تعرف مخيمات الحمادة حالة من التوتر، حالات إصابة بـ"كوفيد -19" أو ندرة في المساعدات الدولية... وغيرها من المشاكل التي تعجز البوليساريو والجزائر عن مواجتها؟ على أي حال، عندما أطلقت البوليساريو نداء عاجلا للمنظمات غير الحكومية الأوروبية لإرسال مساعدات غذائية طارئة إلى المخيمات الصحراوية في الجزائر المهددة بمجاعة وشيكة، علم أن عصابة إبراهيم غالي قامت بتحويل حوالي 30 طنا من المنتجات الغذائية المختلفة. وبحسب مواقع إلكترونية مقربة من البوليساريو فقد تم تسليم هذه البضائع إلى ما يسمى بـ"وزارة التجارة"، والتي ليست سوى "التاجر" المكلف بإدارة تجارة قادة البوليساريو المتمثلة في تحويل وبيع المواد الغذائية الدولية الموجهة مجانا لسكان المخيمات الصحراوية في الجزائر.

هناك شيء واحد مؤكد. يبدو أن الهدف من خلال السماح للصحراويين بالتنقل نحو منطقة خالية، دون التوفر على ما يكفي من الماء، ولا على كهرباء، ولا على سكن، كان هو العبور بقوة للحدود الموريتانية التي تم إغلاقها جيدا منذ منتصف مارس. إغلاق محكم يبدو أنه أدى إلى خنق اقتصاد المخيمات، حيث يمنع سكانها أيضا من دخول بلدة تندوف الجزائرية القريبة بسبب فيروس "كوفيد -19". لذا ينبغي أن نتوقع، في الأيام القادمة، مواجهات عنيفة محتملة بين هؤلاء الصحراويين وقوات الأمن الموريتانية. وهكذا، فإنه في الوقت الذي يجد فيه العديد من المواطنين الموريتانيين اليوم أنفسهم محاصرين على الحدود مع السنغال والمغرب وممنوعين من دخول بلادهم بسبب الإجراءات المتخذة لمكافحة انتشار الفيروس، فمن الصعب أن نرى كيف قد يشكل الأجانب الآتون من الجزائر استثناء لهذه الإجراءات الحازمة المتخذة من السلطات الموريتانية.

ومن المحتمل أن يكون دخول عشرات الشاحنات المغربية الأسبوع الماضي إلى موريتانيا عبر معبر الكركرات، بعدما تم إعفاؤها من الرسوم الجمركية قبل أن تستقبل من قبل المسؤولين الموريتانيين والسفير المغربي في نواكشوط، سيكونون وراء هذه التصرف الذي يظهر ربما غضب الجزائر والبوليساريو من موريتانيا.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 30/04/2020 على الساعة 22:00