أضحت قضية اليوتيوبر المغربي المثير للجدل، رضا البوزيدي، المعروف بـ«ولد الشينوية»، محور حديث واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. فقد انتشرت على نطاق واسع عناوين تزعم استدعاء هذا الشخص الذي يوصف ضمن «المؤثرين»، من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من أجل التحقيق معه على خلفية اتهامات خطيرة، أبرزها الاتجار بالبشر والإخلال العلني بالحياء.
وبينما أكد المصدر القضائي لموقع Le360 أن النيابة العامة تسلمت فعلا شكاية من الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان تتضمن اتهامات في حق اليوتيوبر المشار إليه، غير أن التحقيقات «لم تبدأ بعد بسبب غياب شكايات مباشرة من ضحايا مفترضين»، وهو شرط أساسي قانونيا لفتح الملف، يضيف المصدر الذي أكد أن «ولد الشينوية» لم يتم توقيفه، ولم تُغلق الحدود في وجهه، موضحا أن النيابة لم تستمع إليه حتى الآن.
بدوره أكد مصدر أمني لـLe360 أن تسجيلات صوتية منسوبة إلى اليوتيوبر رضا البوزيدي تخضع حاليا لتحليل تقني، لكنها لم تُستكمل بعد.
وأضاف أن غياب شكايات من الضحايا المفترضين يُبقي القضية في مرحلة أولية، مشددا على أن كل ما يروج حول توقيف «ولد الشينوية» أو استجوابه أو منعه من السفر غير صحيح.
اتهامات خطيرة
جاءت شكاية الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان في سياق تسريبات صوتية نُسبت إلى اليوتيوبر المثير للجدل، تتضمن اتهامات ثقيلة تشمل الاتجار بالبشر، استنادا إلى عمليات بيع أجساد ذكور وإناث، إلى جانب الإخلال العلني بالحياء والتشهير بالآخرين.
تضمنت الشكاية اتهامات خطيرة مثل تحديد أسعار مقابل خدمات غير قانونية، وتنظيم زيجات مثيرة للشبهات.
وأشارت الرابطة إلى أن هذه الأنشطة تجري تحت غطاء تنظيم حفلات أو أعمال خيرية مزعومة. كما أضافت الرابطة أن هناك مؤشرات على وجود تنظيم ممنهج لهذه الأنشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ازدراء المحاماة
ظهور رضا البوزيدي كموضوع للجدل ليس جديدا، فقد أثار غضبا واسعا في الأوساط الحقوقية والقانونية بسبب محتواه الذي وُصف بـ«المثير للجدل».
وفي أحدث تطورات القضية، أصدرت جمعية المحامين الشباب بالدار البيضاء بيانا أعلنت فيه نيتها اتخاذ إجراءات قانونية ضد «ولد الشينوية»، بعدما نشر فيديو يهاجم فيه مهنة المحاماة، واصفا المحامين بـ«النصابين».
الجمعية اعتبرت أن هذه التصريحات تسيء لمهنة المحاماة ولجميع العاملين فيها، مما دفعها إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضده، متهمة إياه بالسب والقذف العلني.
من يكون ولد الشينوية؟
هو يوتيوبر مغربي مثير للجدل بسبب المحتوى الذي يقدمه، والذي يتضمن أحيانا هجوما لفظيا وسلوكيات مثيرة للانتقاد. اشتهر بخطابه الصادم ونقده الحاد لشخصيات عامة وزملاء في المجال، مما جلب له العديد من النزاعات القانونية والشكاوى القضائية.
واجه «ولد الشينوية» عدة اتهامات منها السب والقذف، إهانة موظفين عموميين، وعرقلة سير العدالة. إحدى القضايا الشهيرة كانت بينه وبين الفنانتين دنيا وابتسام بطمة، واللتين رفعتا ضده دعوى بتهمة السب والقذف على خلفية قضية «حمزة مون بيبي».
حُكم عليه سابقا بالسجن النافذ لمدة سبعة أشهر بعد اتهامه بإهانة القضاء وإهانة موظفين عموميين. هذه القضايا أكسبته سمعة مثيرة للجدل وسلطت الضوء على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر السلوكيات الجدلية.
يُعتبر «ولد الشينوية» نموذجا يعكس التحديات التي تواجهها منصات المحتوى الرقمي في التعامل مع الأشخاص الذين يعتمدون على إثارة الجدل لجذب المتابعين.