ونعى آلاف السودانيون الأمين مشيرين إلى أنه كان الفنان الأكثر حضورا وإبداعا وتنوعا خلال العقود الأخيرة حيث أسهم في تشكيل الوجدان السوداني عبر العشرات من الأغنيات الخالدة، كما تحسر الكثير من المغردين على رحيل محمد الأمين بعيدا عن الوطن، الذي غنى له كثيرا.
وكان أول ظهور جماهيري لمحمد الأمين في نهاية ستينيات القرن الماضي عبر أغنية « أنا وحبيبي » التي ظلت لسنوات طويلة تتصدر الأغنيات الأكثر تفضيلا لدى عشاق الموسيقى السودانية.
واعتبر الكثير من النقاد أغنية « زاد الشجون » التي ألفها الصحفي الراحل فضل الله محمد بمثابة علامة فارقة في أبراز قدرات محمد الأمين في اللحن الكلاسيكي العاطفي.
وتشير بعض الروايات إلى دور هذه الأغنية في تحديث الموسيقى السودانية بشكل كامل حيث جمد محمد الأمين الأغنية أربع سنوات قبل أن ترى النور على يد الدفعة الأولى من خريجي معهد الموسيقى.
وأسهم محمد الأمين أيضا في تجديد أغاني التراث التي أكسبته شعبية كبيرة، وأكثر ما ميزه هو قدراته العالية في التلحين والتأليف الموسيقي والتي انعكست في أكثر من 50 عملا فنيا.
وفور انتشار نبأ وفاة محمد الأمين صباح الاثنين 13 نونبر، تدفق الآلاف من السكان والنازحين من حرب الخرطوم إلى منزل أسرته في أحد الأحياء القديمة بمدينة مدني في وسط السودان والتي تحولت إلى عزاء مفتوح.