وأكدت زوجته، الصحفية الفرنسية البارزة في قناة TF1، أودري كريسبو-مارا، نبأ الوفاة في رسالة مؤثرة، قالت فيها: « تييري رحل كما عاش، رجلا شجاعا وحرا. كنا مجتمعين حوله، أنا وأطفاله وأطفالي، حتى أنفاسه الأخيرة. »
وعرف أرديسون، الملقب بـ«الرجل بالأسود»، بأسلوبه الحاد والمتمرد في تقديم البرامج الحوارية التي شغلت حيزا كبيرا من الساحة الإعلامية منذ ثمانينيات القرن الماضي. استطاع بملابسه السوداء الدائمة وابتسامته الساخرة، أن يفرض حضوره كشخصية تلفزيونية جريئة لا تتردد في كسر التقاليد الإعلامية ومباغتة ضيوفها بأسئلة صادمة أو غير متوقعة.
ولد تييري أرديسون يوم 6 يناير 1949 في بلدة بورغانوف، جنوب فرنسا، ونشأ في كنف عائلة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة. ورغم ارتباطه بخلفيته الاجتماعية المتواضعة، لم يخف طموحه في تجاوزها، وهو ما تناوله بصراحة في كتابه الأخير «الرجل بالأسود»، الصادر في ماي الماضي، حيث تطرق إلى علاقته بعائلته ومسيرته الشخصية والمهنية.
وواصل أرديسون حضوره الإعلامي إلى حدود السنوات الأخيرة، خاصة من خلال قناته الرقمية «Arditube»، التي أطلقها المعهد الوطني للسمعي البصري (INA) عام 2020، لتوثق أرشيفه التلفزيوني الحافل بـ35 برنامجا، يعد بعضها من أكثر الحوارات إثارة للجدل في تاريخ التلفزيون الفرنسي.
