كانت مشاركة أبيضار في فيلم «الزين اللي فيك» سببا في تعرضها للاعتداء في قلب مدينة الدار البيضاء، وسببا أيضا في هجرتها إلى فرنسا.
وبعد أن لاحقت الانتقادات لبنى لعدة سنوات، قررت أن تعود إلى المغرب لتجسد بطولة الفيلم السينمائي الطويل «أوتيستو».
التقت كاميرا Le360، بلبنى أبيضار في كواليس الفيلم الذي يتم تصويره حاليا في مدينة الدار البيضاء، حيث حدثتنا عن تفاصيل مشاركتها في هذا الفيلم، وعبرت عن آرائها، وانتقدت نبيل عيوش.
- مضت عشر سنوات منذ مغادرتك المغرب. كيف كانت حياتك اليومية خلال هذه السنوات في فرنسا، بعد تجربة « الزين اللي فيك »؟
عندما اخترت الهجرة قبل عشر سنوات، عملت في عدة مسلسلات وبرامج تلفزيونية فرنسية. وقد انتهيت مؤخرا من تصوير مسلسل لقناة Arte من المقرر عرضه قريبا.
- تم اختيارك من قبل فريق فيلم «أوتيستو» المغربي لتجسيد الدور الرئيسي في هذا العمل. كيف كانت تجربة العودة إلى المغرب؟
كنت سعيدة جدا بالعودة إلى المغرب، ولكن في الوقت نفسه، كان ذلك بمثابة الصدمة. كان لابد من وجود شخص في مجال السينما يفهمني ومحترف في المجال، وهنا يأتي دور المنتجة زهور الفاسي فهري التي دعمتني. وأعتقد أنها كانت شجاعة جدا، لأنها واجهت العديد من الصعوبات، بما في ذلك بعض المشاكل حول تواجدي ضمن طاقم العمل. لقد تخلى عنها العديد من الرعاة، ورفض العديد من الممثلين المشاركة في العمل لأنني موجودة فيه.
بالنسبة لي، كان تحديا حقيقيا أن أكون في هذا الفيلم وأنا ممتنة لها جدا وآمل ألا أخيب أملها. أنا أيضا محظوظة جدا بالتمثيل في فيلم يتناول موضوع التوحد ونقل كل الألم والصعوبات التي تعانيها أمهات الأطفال المصابين بهذا الاضطراب. أعتقد أن جيروم اختارني لهذا الدور لأنه تعاطف مع حالتي وكل ما مررت به.
- بعد «الزين اللي فيك»، لم يتصل بك أي مخرج مغربي... كيف شعرت حيال ذلك؟
أعتقد أن أمر ترشيحي لدور في فيلم مغربي يعتبر تحديا، واعتقد أنه من الصعب أن يقبل البعض أو الأغلبية بهذا التحدي. زهور على سبيل المثال خسرت رعاة. هذا يظهر أن الجمهور لم يكن الوحيد الذي ظلمني، بل كذلك العاملين في المجال الفني كانوا غير عادلين معي.
لكن أعتقد أن الأدوار التي قدمتها في الإنتاجات الفرنسية ساعدتني في تغيير رأي الناس تجاهي، وأظهرت أنني قادرة على تجسيد أدوار وشخصيات متنوعة.
الحياة الخاصة لا علاقة لها بالأدوار التي نجسدها في السينما أو التلفزيون. الأهم هو أنني لا أحمل ضغينة لأحد وسامحت كل من أساء لي.
- عادة ما يستعين نبيل عيوش بوجوه جديدة في أفلامه، ثم «يتخلى» عنهم بعد ذلك، حسبهم... ما تعليقك؟
نبيل عيوش لديه عادة الاستعانة بممثلين مبتدئين لإثارة الجدل. يعدهم بأمور كثيرة ليقبلوا التمثيل وفقا لرغباته. وبمجرد أن يحصل على ما يريد، لا يفي بوعوده. حدث هذا مع العديد من الممثلين، سواء في فيلم « علي زاوا »، أو معي ومع ممثلين آخرين.
نبيل عيوش هو مخرج له مكانته، لكن أعتقد أن العديد من الممثلين الذين شاركوا في أفلامه لن يعيدوا التجربة، وأنا من بينهم.
- يتم تصوير فيلم «أوتيستو» حاليا في الدار البيضاء... كيف حضرت دورك؟
عندما قرأت النسخة الأولى من السيناريو، ساعدني جيروم كثيرا لأنه لديه ابن مصاب بالتوحد، وفي فرنسا زرت جمعيات تعمل مع أطفال مصابين بهذا الاضطراب، حيث فهمت أكثر كيف يجب أن تتصرف الأم مع طفل مصاب بالتوحد، وكيفية التواصل معه. لدينا أيضا طبيب نفسي يعمل على المشروع ويقدم لنا النصائح.
- ما هي توقعاتك لمستقبل مسيرتك الفنية في المغرب؟
بصراحة، الأمر غير واضح. لا أعرف إن كنت سأنجح في هذا الفيلم أم لا. كل ما أعلمه هو أنه لدينا فريق رائع، والمخرج يعرف جيدا ما يريد. لدينا كل الشروط المتاحة لتقديم فيلم جيد، أتمنى شخصيا أن أعمل على مشاريع سينمائية أخرى في بلدي، المغرب.
- بعد مرور عشر سنوات على تعرضك للاعتداء في الدار البيضاء، هل ما زلت تخافين على سلامتك الجسدية في المغرب؟
لا، ليس حقا. عندما قرأت السيناريو، كنت أعلم أن التصوير سيتم في الدار البيضاء، وبالطبع كانت هناك بعض الآثار النفسية، لذلك ساعدني طبيبي النفسي وتعالجت لفترة طويلة. وعندما وصلت هنا قبل بدء تصوير الفيلم، بذل الفريق جهدا كبيرا لجعلي أشعر بالأمان.