حوار - ياسين فنان: فيلم «النمل» ولد من واقعة شخصية.. وطنجة الفضاء الأمثل لرواية هذه القصة

ياسين فنان: فيلم "النمل" ولد من واقعة شخصية وطنجة الفضاء الأمثل لرواية هذه القصة

ياسين فنان: فيلم "النمل" ولد من واقعة شخصية وطنجة الفضاء الأمثل لرواية هذه القصة

في 06/12/2025 على الساعة 17:15

فيديوأطل المخرج المغربي ياسين فنان على جمهور الدورة 22 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بفيلمه الجديد «النمل» Les Fourmis، الذي عرض ضمن قسم بانوراما مغربية. وفي لقاء مع le360 تحدث ياسين فنان عن ظروف ولادة هذا العمل وما يحمله من رؤية فنية وإنسانية، مقدما تفاصيل اختياراته الفنية وقراءته لموضوع الهجرة والتنوع الثقافي الذي يشكل جوهر الفيلم.

أكد فنان أن فكرة الفيلم ولدت من تجربة شخصية تركت أثرها فيه، قائلا: «بدأت كتابة سيناريو هذا الفيلم سنة 2018 بعد واقعة شخصية عشتها مع شركة كانت تتولى توظيف المربيات وعاملات النظافة. ذلك الخلاف الذي وقع بيننا كان الشرارة الأولى لكتابة قصة امرأة من إفريقيا جنوب الصحراء تسعى للذهاب إلى أوروبا لكنها تجد نفسها عالقة في طنجة».

وتابع: «كنت أرغب في التعبير عن إحساس يلازمني تجاه ما يعيشه العالم اليوم من انكفاء هوياتي وتصاعد التطرف، بينما أتمنى أن يسود عالم يقوم على التمازج والتفاعل الثقافي وتنوع الأديان وألوان البشرة».

وأضاف: «موقع طنجة يجعل منها مدينة مثالية لرواية هذه الحكاية، فهي ملتقى دولي تتجاور فيه اللغات والثقافات، وأردت من خلال الفيلم أن أقدم تحية لهذه المدينة ولبلدي المغرب».

وحول اختيار الممثلين، أوضح فنان قائلا: «اخترت الممثلة السنغالية Mareme N’Diaye بعد أن شاهدتها في عدة أعمال، وبدت لي تماما الشخصية التي كتبتها لفيلم «فيليستي». تمتلك براءة في نظرتها وجسدها، وكنت بحاجة إلى هذا النوع من الحضور».

وأضاف: «لم أجر كاستينغ واسعا، لأنني أردت ممثلين محترفين، فالفيلم ليس وثائقيا بل قصة خيالية حقيقية».

وأشار ياسين إلى أن وجود نادية كوندا إلى جانب ماريم «جاء بشكل طبيعي»، مؤكدا: «اشتغلت سابقا مع نادية في طنجة وكان الأمر موفقا، لذلك كانت الاختيار الأمثل».

كما توقف عند مشاركة ممثلين آخرين، قائلا: «اخترت منصور بدري وهشام السلاوي، الأخير يملك أصلا الروح الطنجاوية التي كنت أبحث عنها».

وأشاد بالدعم الإنتاجي قائلا: «شركة الإنتاج وفرت لي كل الوسائل، وقد استفدت كثيرا من خبرتها، خصوصا أنها أنجزت الإنتاج التنفيذي لأعمال عالمية كـ « غلادياتور 2 ».»

وبخصوص ظروف إنجاز الفيلم، قال ياسين: «حصلنا على دعم المركز السينمائي المغربي سنة 2022 بقيمة 3.3 مليون درهم، وصورنا في طنجة خلال أربعة أسابيع في نهاية 2023».

وتابع: «السينما ليست عملا سهلا، نعيش الكثير من العناء في المونتاج والمعايرة اللونية والموسيقى. اشتغلت على الموسيقى وحدها تسعة أشهر حتى نستقر على الإيقاع والأسلوب المناسبين».

وأضاف: «إنجاز فيلم سينمائي مغامرة حقيقية، وليس مجرد عمل ينجز في لحظة».

وعن الاختلاف بين الإخراج السينمائي والتلفزيوني، قال فنان: «هناك ياسين فنان في السينما وياسين فنان في التلفزيون. في السينما نكون أكثر راحة ونأخذ وقتنا في الكتابة والتصوير والعمل مع الممثلين. نميل إلى الرمزية والاستعارة وشيء من الشعرية».

وأضاف: «أما التلفزيون، فيتطلب سردا مباشرا وسريعا وفعالا. ومع ذلك، فأنا ابن التلفزيون وأحب الاشتغال فيه».

وكشف قائلا: «صورت قبل أسبوعين فيلما تلفزيونيا بعنوان «الحب المر» من بطولة مهدي فلان وحسن فلان، يتناول موضوع العلاقات السامة داخل الأزواج، واعتمدت فيه كثيرا على توجيه الممثلين لأن الموضوع حساس ويتطلب دقة في الأداء».

وعن إمكانية إخراج عمل يقدم سيرة فنان أو شخصية مغربية، قال فنان: «في هذه المرحلة أركز على القصص المعاصرة. أعمال الالتاريخية تحتاج ميزانيات كبيرة ودقة في التفاصيل».

وأضاف: «هناك شخصيات مغربية لم تحصل على المكانة التي تستحقها عند تقديمها سينمائيا. وإذا سنحت الفرصة، فربما أختار العربي بطمة أو نجاة اعتابو».

وتابع مبتسما: «لماذا لا نتناول أيضا بدايات الراب في المغرب؟ فهذا المجال يثير اهتمامي كثيرا».

تحرير من طرف غنية دجبار و عادل كدروز
في 06/12/2025 على الساعة 17:15