على هذا الأساس، تعتبر بشرى مالك من الوجوه النسوية التي حققت طفرة نوعية في مجال الكتابة الدرامية، إذْ تحرص في عددٍ من أعمالها الدرامية على الغوص عميقاً في الواقع المغربي بكل ما يطاله من نتوءات. وتحرص صاحبة « بين القصور » على تتبع خطية المسار الحكائي وفق آليات بصرية مختلفة تزيد المسلسل جمالاً وتأثيراً. وقد انتبه عدد من المشاهدين إلى الإمكانات التخييلية التي تحبل بها مالك في صياغة مشروع درامي مؤثر بقضاياه وإشكالاته وله القدرة بشكل كبير على أنْ يحدث جدلاً فكرياً داخل أوساط المجتمع. فإذا تأملنا معظم مسلسلات بشرى مالك، سنجد أنها لا تخرج عن الدراما التي تعنى بأحوال المجتمع، حيث تسعى الكاتبة إلى محاولة الإمساك بتلابيب الواقع ورسم الشخصيات ووضعها داخل أفق درامي، بقدر ما يرتبط بالواقع يسعى إلى التنطّع عبر عملية الخيال.
في مجمل أعمالها ترتكز بشرى مالك على مفعوم الواقع وتجعل من أداة للتفكير والتأمّل في راهنه ومعطياته. ذلك إنّ أغلب شخصيا بشرى مالك تستوحي ملامحها من الواقع حتّى وإنْ بدت داخل المسلسل من صنع الخيال، فهي تظلّ على مستوى الإيحاء تُحيل إلى مرجع بصري موجود واقعها وذاكرتها الشخصية، كما هو الخال مع شخصية « الكاطورز » في مسلسل « بين القصور » الذي خقق بدوره السنة الفارطة نجاحاً لا مثيل له، سواء من ناحية التلقي الجماهيري أو من لدن الاشتغال على السيناريو كجزء لا ينفصل عن بنية الفيلم.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا