وتحدثت نسرين عن الرحلة التي استغرقتها لتجسيد دور «تودا»، مشيرة إلى أن التحضير استغرق عاما ونصف، حيث اختارت التركيز الكامل على الشخصية دون الالتزام بمشاريع أخرى، قائلة: " ركزت فقط في هذا الدور ولم أستطع الالتزام بأعمال أخرى. على الرغم من أن المخرج نبيل عيوش كان يشجعني على استغلال فترات الراحة لتصوير مشاريع أخرى، إلا أنني فضلت أن أعيش تجربة تودا بكل تفاصيلها. »
وأضافت أن الدور كان تحديا كبيرا بالنسبة لها، خاصة أنه لم يسبق لها أن جسدت شخصية « شيخة » من قبل. وللتعمق في هذا الدور، عملت عن قرب مع فنانات بارزات في هذا المجال، مثل الراحلة خديجة البيضاوية، سهام سويمية، وهدى الناشطة، ووجهت لهن تحية خاصة قائلة: « هؤلاء النساء ساعدنني على فهم عمق هذا الفن وجوهر شخصية الشيخة الحقيقية، وهو ما كان ضروريا لتقديم تودا بالطريقة التي شاهدها الجمهور. »
تناول الفيلم، من خلال شخصية « تودا »، قضايا تتعلق بفن «العيطة» وصورة «الشيخة» في المجتمع، وهو ما أثر على نظرة نسرين الشخصية لهذا التراث، قائلة: « قبل هذا العمل، لم أكن أدرك تماما العمق الثقافي لفن العيطة، إنه جزء من تراثنا المغربي، مثل القفطان، ويستحق الاحترام والتقدير. الشيخات هن نساء مناضلات، والشيخة الحقيقية ليست فقط راقصة، بل مبدعة تنقل رسائل سياسية واجتماعية وإنسانية. »
وأضافت أن الفيلم يهدف إلى « الانتصار لفن العيطة »، مبرزا صورة المرأة المغربية الحرة والقوية. وقالت عن شخصية « تودا »: « تودا ليست مجرد مغنية شعبية، بل هي امرأة تناضل من أجل الحفاظ على كرامتها وتأمين حياة كريمة لابنها، بينما تسعى للحفاظ على أصالة فنها. بالنسبة لي، تودا تجسد صورة المرأة المغربية التي نفتخر بها. »
بعد جولة دولية ناجحة للفيلم، عبرت نسرين عن فخرها بعرضه في مهرجان مراكش أمام الجمهور المغربي، قائلة: « الجمهور المغربي هو الوحيد الذي يستطيع أن يفهم تفاصيل الفيلم ويحس بأبعاده. كان هذا العرض هو اللحظة التي انتظرتها بفارغ الصبر، لأن الفيلم مغربي والقصة مغربية. »
إلى جانب « في حب تودا »، أعلنت نسرين عن مشاريع جديدة، حيث انتهت من تصوير فيلم مع المخرج الإيراني النرويجي فرزاد سمسمي من المقرر عرضه في عام 2025. كما أكدت أنها شاركت في مسلسل مغربي سيعرض خلال شهر رمضان المقبل على القناة الثانية.