وأوضح المصدر أن فكرة المشروع في بدايتها كانت تقوم على تسجيل أغنية تجمع نخبة من الفنانين المغاربة، تحت إشراف المنتج العالمي ريدوان، حيث تم الاتفاق مع الأسماء المشاركة، من بينها الدوزي.
غير أن مسار العمل عرف تغييرا لاحقا، بعدما تقرر تقسيم المشروع إلى أغنيتين، الأولى تضم فنانين مغاربة فقط وتبقى من إنتاج ريدوان الخاص، فيما خصصت الأغنية الثانية، وهي الرسمية التي تشرف عليها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والكونفدرالية الإفريقية، لمشاركة أسماء عربية ودولية، من بينها محمد رمضان وميتير غيمس وفرينش مونتانا، إلى جانب فنانين مغاربة آخرين.
وحسب المصدر نفسه، فإن اعتراض الدوزي، ومعه فنانون آخرون، انصب على المعايير التي اعتمدت لاختيار الأسماء المغربية التي ستظهر في الأغنية الدولية، معتبرا أن بعض هذه الاختيارات لا تعكس المستوى الفني ولا الرصيد الإبداعي الذي يؤهل لتمثيل المغرب في عمل رسمي موجه للجمهور القاري والدولي.
وأوضح المتحدث أن توسيع لائحة المشاركين جاء نتيجة ضغوط واحتجاجات من بعض الأسماء التي تم إقصاؤها في المراحل الأولى، ما أدى، حسب وصفه، إلى إقحام أسماء إضافية في الأغنية الرسمية للكان والأغنية «المغربية»، وهو ما حول هذه الأخيرة إلى عمل جماعي يفتقد للانسجام، يكتفي فيه كل فنان بأداء جملة قصيرة، على حساب الجودة والقيمة الرمزية للعمل.
وشدد المصدر على أن الخلاف لم يكن، في أي مرحلة حول الأجر، مؤكدا أن الدوزي وعددا من الفنانين الكبار وافقوا على المشاركة دون مقابل مادي، تقديرا لرمزية الحدث الوطني، غير أنهم رفضوا أن يتم تهميش مكانتهم الفنية أو إدراجهم في عمل لا يحترم المعايير الاحترافية.
وفي هذا السياق، أوضح المصدر أن الدوزي كان من بين الأسماء الأولى التي انطلقت بها الفكرة، إلى جانب فنانين من الصف الأول، قبل أن تتوسع القائمة بشكل وصفه بـ«غير المهني»، مضيفا أن الدوزي فضل الانسحاب بهدوء، انطلاقا من قناعته بأن «الكرامة الفنية» تسبق الحضور الشكلي في أي عمل رسمي.
وختم المصدر تصريحه بالتأكيد على أن انسحاب الدوزي لا يحمل أي موقف سلبي تجاه التظاهرة أو الجهة المنظمة، بل هو تعبير عن رفضه لتغييب الكفاءة الفنية، في عمل يفترض أن يعكس صورة مشرفة للمغرب خلال حدث كروي قاري بحجم كأس أمم إفريقيا.
