ويرجع هذا التكريم إلى المكانة الكبيرة التي طالما شغلها حسين فهمي داخل الساحة الفنية المصرية من أعوام مديدة استطاع فيها أنْ يحتل مكانة مميزة في وجدان المشاهد العربي. خاصة داخل بعض البلدان العربية التي كانت فيها الفنّ المصري بمثابة المحرّك الخفي لواقعها. ويعتبر المغرب أحد تلك البلدان التي أثّرت فيها السينما المصرية وصنعت متخيلها. ذلك إنّ المجتمع له علاقة بمصر ودائماً كانت مجالات من قبيل الأدب والسينما والأغنية تابعة للساحة المصرية التي لم تؤثر فقط على المغرب وإنما على العديد من دول البحر الأبيض المتوسط. وإلى حد اليوم ماتزال الذاكرة الجمعية المغربية تحبل بالعديد من المسرحيات والإنتاجات التلفزيونية والأعمال السينمائية التي شارك فيها الممثل إلى جانب رواد الصناعة السينمائية في مصر وخلال فتراتٍ صعبة لم يكُن فيها الفنان يسهل عليه اقتحام مجال الفن كما يحدث ذلك اليوم في مصر.
اختيار تكريم حسين فهمي داخل مدينة الدارالبيضاء له أكثر من دلالة، فهو يُعيد تقريب أواصر الصداقة بين نجوم مصر وبين المجتمع المغربي على أساس العلاقة الحميمية والعشق المزدوج الذي يطبع علاقة المغاربة تجاه الممثل حسين فهمي. ورغم أنّ الممثل لم يعُد مؤثراً بأفلامه مقارنة بأخبار حياته الخاصة التي يخلق دوماً الجدل بها في السنوات الأخيرة، إلاّ أنّ ذكراه ما تزال منطبعة في ذاكرة ووجدان المغاربة.