وأكدت ريموند أن مهرجان الأندلسيات الأطلسية يشكل بالنسبة لها محطة مليئة بالحنين، لأنه يجمع المغاربة داخل الوطن وخارجه على حب بلدهم وهويتهم المشتركة.
وتابعت: «هذا المهرجان يفرح الناس كثيرا، لأنه يجمع من فرقتهم المسافات، ويقرب بين من هاجروا وابتعدوا عن الوطن. نلتقي هنا كأننا ما زلنا نعيش في المغرب نفسه، يهودا ومسلمين، جيرانا تجمعنا نفس اللغة والعادات. المغاربة أينما رحلوا أخذوا معهم بلدهم، ليس فقط الأكل، بل اللغة والعادات والتقاليد».
وأردفت البيضاوية قائلة: «هذا المهرجان يعيدنا إلى ذاكرتنا المشتركة، ويعرف الأجيال الجديدة على المغرب الحقيقي».
وعن أبرز ذكرياتها مع المهرجان، استرجعت ريموند أول مشاركة لها كمغنية قائلة: «أول مرة شاركت في هذا المهرجان غنيت الشعبي، والناس تفاجؤوا لأنني كنت بعيدة عن المغرب، وعدت لأغني هذا اللون بالذات. سألوني: لماذا الشعبي؟ فقلت لهم الشعبي هو الأساس، هو فولكلور المغرب الحقيقي، وعليه كبرت، وعليه تربيت».
وتحدثت ريموند عن بداياتها الفنية بتأثر، مؤكدة أن دخولها عالم الغناء جاء بمحض الصدفة، وأضافت: «لم أنو يوما أن أصبح مغنية، كنت فقط أحب الغناء. ذات مرة جاءني مؤلف أغاني كان بحاجة إلى المال، فقال لي «هذه الأغاني يجب أن تغنيها امرأة، لأنها تعبر عن معاناة النساء». كتبها لي بحروف لاتينية وطلب مني أن أغنيها بطريقتي».
وتابعت مبتسمة: «غنيت أول أغنية لي بعنوان «داك الحبيب غاب عليا»، رغم أنني لم أكن أعيش أي قصة حب. تفاجأت بالنجاح الكبير، وسجلت بعدها ست أغاني أحدثت ضجة في وقتها، ومن هناك بدأت رحلتي الفنية».
أما عن الفن اليهودي المغربي الذي تعتبر إحدى رموزه، أوضحت ريموند أنها لم تكن تغني بالعبرية أو بالعربية الخاصة باليهود، مشددة على أن انتماءها الفني مغربي خالص، وقالت: «أنا لا أغني الأغاني اليهودية، لا بالعربية ولا بالعبرية. كنت مشطونة غير بالشعبي، والغناء هو الذي علمني الدارجة المغربية».
وبخصوص رأيها في الجيل الجديد من الفنانين، عبرت ريموند البيضاوية عن أسفها لابتعاد البعض عن الجذور الفنية، وقالت: «طلبي الدائم أن لا ينسى الشباب الشعبي المغربي، ولا لغتنا، ولا تراثنا. صحيح أننا نتحدث اليوم مزيجا من العربية والفرنسية، وهذا طبيعي، لكن لا يجب أن ننسى الدارجة الحقيقية، تلك التي كنا نتحدث بها مع جداتنا، التي تحمل في طياتها دفء البيت المغربي وأصالته».
وأضافت: «الدارجة اليوم أصبحت عصرية قليلا، لكن الدارجة الحقيقية والأصيلة في طريقها إلى الزوال. أتمنى أن يحافظ الفنانون الشباب على لغتنا وموروثنا الفني، لأنهما جزء من هويتنا».
وفي حديثها عن الأغاني الشبابية، قالت ريموند: «لا أعرف العديد من الفنانين الجدد، لكن هناك من يؤدي أغاني نعيمة سميح وعبد الوهاب الدكالي وعبد الهادي بلخياط. غير أنهم لم يقدموا بعد عملا مميزا يرقى إلى العالمية. انظروا إلى الشاب خالد، قدم أغنية بسيطة وأصبحت عالمية. وأنا أوجه دعوتي إلى الشباب كي يصدروا أعمالا مغربية بلهجتنا تكون قادرة على تحقيق صدى واسع في العالم».




