وفي أول مشاركة له بمهرجان "موازين .. إيقاعات العالم"٬ الذي أعلن أمام جمهوره أنها كانت "حلما تحقق"٬ أشبع الحلاني لهفة وانتظارا طويلين من لدن عشاق واحد من رموز الموجة الجديدة التي اكتسحت المشهد الغنائي العربي في تسعينيات القرن الماضي٬ وإن تميز في إطارها بالاستمرارية والعطاء المتجدد٬ على عكس الكثيرين الذين أضاعوا الهدف في منتصف الطريق.
وإن كان الحلاني قد احتجب في الآونة الأخيرة أمام فورة الأصوات العربية وانفجار الفضاء الإعلامي العربي٬ فإنه أثبت خلال حفل أمس أنه موهبة صوتية كبيرة في ميزان الذوق الفني الراقي٬ فضلا عن حضوره الجذاب على المنصة واختياراته الذكية للنصوص والألحان.
وقدم عاصي الحلاني باقة من أنجح أغاني مساره الفني المخضرم٬ منوعا اختياراته بين اللون الفولكلوري اللبناني والأغنية الحديثة السريعة وكذا الأغنية العراقية التي يبدي شغفا خاصا بها. وردد معه جمهور الرباط أغانيه الشهيرة من قبيل "بحبك وبغار" التي استهل واختتم بها حفله و "مثل الكذبة" و"يا ناكر المعروف" و"يا طير".
وفيا للوعد الذي قطعه للجمهور المغربي٬ احتضن عاصي الحلاني الفنان المغربي الشاب٬ المتوج بلقب "آراب آيدل" مراد بوريقي٬ الذي أدى رفقته أغنية "ما لي صبر"٬ في أجواء تفاعل جميلة بين الموهبة الواعدة والمخضرم المتواضع.
وكان عاصي قد جدد٬ خلال لقائه بالصحافة٬ ساعات قبل الأمسية٬ عهد مواصلة دعم مراد بوريقي في توطيد موقعه داخل الساحة الفنية العربية.
وقبل صعود عاصي الحلاني إلى المنصة٬ أتيحت لخريج استوديو دوزيم٬ زكرياء الغفولي٬ فرصة الاحتكاك بجمهور كبير في مهرجان ذي صيت عالمي٬ من خلال وصلة قدم خلالها أغاني منوعة من رصيد الأغنية المغربية العصرية (عبد الهادي بلخياط) والعربية (كاظم الساهر) وفن الراي (الشاب خالد).
