وحسب وكالة «فرانس برس»، فقد تم تأكيد خبر وفاته من لدن وكيلته الإعلامية سيلفيا وينر، بعدما أكدت في بيانها أنّ حالة الوفاة كانت طبيعية في منزله بنيويورك لأسباب تتعلّق بالتقدّم في العمر. وترك رحيل المغني أثراً كبيراً في صفوف المجتمع الأمريكي الذي اعتبر رأى أنّه فقد علماً فنياً كبيراً وتراثاً وطنياً بالنسبة لرجل طالما قدّم أمريكا بصورة المجتمع الأكثر أصالة من ناحية الذوق الجمالي ومراهنته على نمطٍ من الفنّ الملتزم الذي يُهذّب الذوق العام ويخدم مشاعر الناس ويُقوّيهم ويدفعهم إلى تعلّم الحب والصداقة والتآزر فيما بينهم.
وقد أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن بياناً صحفياً أكّد فيه أنّ توني بينيت لم يغن فقط الكلاسيكيات، لقد كان هو نفسه من الكلاسيكيات الأميركية. لقد كنت أنا وجيل (زوجة بايدن) معجبين بموسيقى توني لفترة طويلة، ليس فقط بسبب صوته الجميل، ولكن بسبب الفرح الذي جلبه ». بينما قال بيل وهيلاري كلينتون، في بيان مشترك على تويتر، إن بينيت « موهبة حقيقية ورجل نبيل وصديق حقيقي. سنفتقدك يا توني، شكراً على كل الذكريات ».
هذا وقد نشأ بينيت في عصر كانت تهيمن فيه الفرق الموسيقية الكبرى على موسيقى البوب الأميركية، وقد عاد إلى الأضواء بقوة مجدداً بصورة غير متوقعة من خلال استقطابه جمهوراً من الفئات الشابة في تسعينيات القرن العشرين، عبر إظهار ميله إلى تحدي المعايير الموسيقية السائدة. ثم في عمر 88 عاماً، أصبح بينيت في عام 2014 أكبر شخص سناً تتصدّر مجموعة موسيقية له قائمة الألبومات الأميركية الأكثر مبيعاً، من خلال مجموعة من الأغنيات الثنائية مع ليدي غاغا، التي أصبحت صديقة له ورفيقته في الجولات، لكنها واحدة من قائمة طويلة من النجوم الشباب الذين سارعوا للعمل مع المغني الكبير.
ومنذ تشبيهه في بداية حياته المهنية بفرانك سيناترا، حاول توني بينيت أولاً أن ينأى بنفسه عن سائر مغني جيله، لكنه في النهاية اتبع بدرجة كبيرة المسار عينه الذي سلكه غيره من المغنين في جيله، أي الغناء في النوادي الليلية وبرامج التلفزيون والأفلام، على الرغم من أن محاولاته للتمثيل انتهت بسرعة.
وحسب نفس المصدر، فقد أجرى بينيت جولات غنائية في عقده الأخير، شملت محطات عدة في الولايات المتحدة وأوروبا، أطل خلالها للمرة الأخيرة أمام الجمهور في نيوجيرسي في 11 مارس 2020 قبيل بدء جائحة كورونا. وبُعيد ذلك، كشف بينيت أن الأطباء شخصوا إصابته بمرض ألزهايمر سنة 2016، وقد تكتّم عن الموضوع لسنوات. وفضلاً عن سجله الفني الحافل بالنجاحات على مدى أكثر من سبعة عقود، عُرف بينيت أيضاً بمواقفه المناهضة للعنصرية والحروب.