عمرو سعد لـLe360: هذه حقيقة مقالب رامز وأنا ضد من يسيء للمغرب

DR

في 10/10/2015 على الساعة 18:30

خلق النجم المصري عمرو سعد لنفسه قالبا فنيا مميزا بعدما اختلف بطريقة أدائه عن أبناء جيله، الفتى الأسمر الذي درس الفون التطبيقة قبل أن يقتحم عالم السينما تمكن في سنوات قليلة من خطف الأضواء، حبيب هيفاء في "دكان شحاتة" رغم اطلالاته النادرة إلا أنه فتح قلبه لـLe360 وتحدث عن جديده الفني وعلاقته بالمغرب.

ما هو سر غيابك عن السينما في الآونة الأخيرة؟

غيابي كان إضطراريا خلال السنتين الماضيتين بسبب الأحداث السياسة التي عرفتها مصر، وطبعا رأس المال الإنتاج السينمائي كان لديه مخاوف من أن ينتج أفلاما بميزانية معقولة، وهو ما دفع كبار المنتجين إلى الإنسحاب وفتح الباب أمام ظهور نوعية أخرى من الأفلام تعتمد على عدم المخاطرة أو مغامرة في الميزانية أو نوع الموضوع، وهذه مخاوف مشروعة للمنتجين وبالتالي نوعية الأفلام التي عرضت علي حينها لم تكن تناسبني وكنت خائفا من خوض هذه التجربة لأن السينما تاريخ وأي عمل سينمائي فهو يدخل في رصيد الفنان، لذا لم أخضع لآليات السوق في ذلك الوقت وقررت أن أبتعد إلى حين عودة الأوضاع إلى طبيعتها.

أنت من بين النجوم الذين غيروا النظرة للممثل الأسمر، فهل تعتبر نفسك ساهمت في فتح الباب أمام نجوم آخرين؟

حين بدأت التمثيل كانت الطريق مغلقة أمام الشاب الأسمر، لهذا اتجهت في بدايتي الفنية إلى الأعمال التي تشبه الناس أي البطل الشعبي، وحين قدمت فيلم «حين ميسرة» تسبب ذلك في فتح طريق جديد في السينما وهي موجة الفيلم الشعبي الذي يحمل مواصفات الشارع المصري العادي، وهو ما جعل السينما تنتج عددا من نوعية هذه الأفلام إلى الآن، مع أن البعض اعتقد أننا سنفشل لكن العكس حصل، لأن الناس كان لديها رغبة أن تشاهد نفسها في السينما وأن تتجسد في مواضيع كانت غائبة منذ فترة.

ما هي المواقف الصعبة التي تعرضت لها في بداياتك ومازالت عالقة في ذكرياتك؟

مثل أي شخص وفي أي مهنة كيفما كانت، فقد كافحت طويلا حتى أصل إلى ما وصلت إليه اليوم، خاصة وأن البداية لم تكن سهلة أبدا باعتباري شاب بسيط قادم من عائلة بسيطة وليس لي أي شخص يعبد طريقي في عالم الفن، وتعرضت أكيد لعدد من المواقف الصعبة التي لم تزدني سوى إصرارا على المضي في طريقي والوصول إلى هدفي، فقد استبعدت أكثر من مرة من أعمال فنية كنت سأشارك فيها بدون إبداء أي سبب، بل هناك مرة قمت بشراء ملابس الشخصية بآخر مبلغ كان في حوزتي، وفي يوم التصوير أفاجأ بأن اسمي غير موجود وأني استبعدت بدون حتى إشعاري بالأمر.

هناك بعض الأعمال الفنية المصرية تطرقت للمغرب بطريقة سئية، ألا تعتبر أن مثل هذا الأمر مقصودا لجلب أكبر عدد من المشاهدين؟

في أوقات كثيرة الدراما المصرية تظلم الشعب المصري نفسه، ولا يجب على الشعب المغربي أن يعتبر أن مثل هذه الأمور هي إساءة مقصودة، فهناك بعض الأعمال التي تقدم المرأة المصرية في قالب سيء وغير لائق على اعتبار أن هذا الأمر تجاري ويشكل عامل جذب للجمهور، وهي لا تهتم بنقل واقع وإنما تهتم بنقل صورة تجارية، وأنا ضد هذه الأعمال، وعلى فكرة الشعب المصري عاشق للمغرب والمغاربة، ويعتبر أن المغرب مثل مصر ويحترمون بشدة الشعب المغربي، لكن جزء من التواصل المصري المغربي أصبح مفقودا في الآونة الأخيرة، بسبب أن المغرب لم يعد مهتما بالدراما والفيلم المصري مثل الماضي مما خلق نوع من التباعد الذي لا يخدم البلدين.

لماذا إذن لا نشاهد الأبطال المصريين يعرضون أفلامهم في دور السينما المغربية؟

شخصيا أحمل هذا الهم من مدة طويلة، وكثيرا ما تحدثت مع منتجين مصريين عن هذا الموضوع وطلبت عرض الأفلام المصرية في دور السينما المغربية بالتزامن مع عرضها في مصر، ولدي طموح إلى عودة الفيلم المصري إلى المغرب، لكن ما لا يعلمه الجمهور هو أن البطل لا يتحكم في توزيع الفيلم بل منتج الفيلم الذي يحدد البلدان التي سيعرض فيها الفيلم، وذلك تماشيا مع السوق التي سيربح من ورائها أو العكس، والمنتجين المصريين يشتكون من أن الموزعين المغاربة يأخذون الفيلم المصري بثمن بخس جدا لا يشجعهم على توزيعه في المغرب، لكن في المقابل هناك بعض الموزعين قرروا في الآونة الأخيرة حل الموضوع، وهذا أمر أسعدنا كثيرا كفنانين، فلا يوجد فنان مصري لا يتمنى أن تعرض أعماله في المغرب، لأن الشعب المغربي شعب ذواق ولديه ثقافة عالية في السينما، وطموح أي فنان أن يملك جمهورا من هذه النوعية.

وما رأيك في السينما المغربية؟

أنا كفنان أحترم السينما المغربية وأقدر نجاح المغرب في تطوير السينما كما أحترم نجاح المهرجانات المغربية ومساهمة الدولة في دعم السينما الوطنية للنهوض بها، لهذا يشرفني حقا أن أشارك في فيلم مصري مغربي، لكن المشكلة تكمن في مشكلة الإنتاج المشترك، إضافة إلى أن المغرب يشتكي من قلة دور العرض السينمائية، فهو يحتاج إلى سينمات أكثر تتناسب مع عدد الجمهور الكبير الذي يتمع به المغرب، وأنا دائما أطالب بعض أصدقائي المنتجين المصريين بفكرة بناء دور عروض سنمائية في المغرب للمساهمة بالنهوض بهذا المجال، لأن الشعب المغربي يعشق مشاهدة الأفلام وسيقبل على مشاهدتها.

وماذا عن جديدك السينمائي الحالي؟

دائما ما أبحث من خلال الأفلام التي أقدمها عن أدوار تخص جميع شرائح المجتمع وأطيافه، ولا يهمني عدد الأفلام التي أقدمها بقدر ما يهمني أن يكون العمل مميزا ويترك بصمة لدى المتلقي المصري والعربي، ولكي تتمكن من تقديم عمل فني بمواصفات جودة عالية يؤثر ويعيش فترة طويلة في ذاكرة الجمهور لابد من اختيار موضوع يخص أفراد المجتمع بأكمله وليس الحكومات أو الحكام أو النخبة أو أي أحد من هؤلاء، وبعد فيلمي الأخير «ريجاتا» الذي قدمته قبل شهور قليلة، أعكف حاليا على قراءة سيناريو فيلم «مولانا» للكاتب إبراهيم عيسى.

هل فكرة الفيلم لها علاقة بالإخوان المسلمين في مصر؟

فكرة الفيلم مهمة جدا وتهم أي شخص في العالم العربي والإسلامي على الإطلاق، لأن لها علاقة بالدين والخطاب الديني وبعلاقة الشيخ بالناس، وهي فكرة أبعد من أن تنحصر في فكرة الإخوان المسلمين، لأن الإخوان المسلمين أو أي تيار إسلامي سواء نختلف أو نتفق مع أفكاره، لديه مشاكل بناها في المجتمعات العربية، وهو نفسه ضحية فهم خاص جدا للدين تم تعميمه منذ مئات السنين، وهذا الفهم الخاطئ تعمم على باقي المسلمين وابتعد بشكل خطير عن روح وأهداف الدين الإسلامي.

غبت عن الدراما خلال رمضان الماضي، فهل سنشاهدك هذه السنة في عمل جديد؟

إن شاء الله سأكون ضيفا على دراما رمضان السنة المقبلة من خلال عمل فني جديد تحت عنوان «ولد فضة»، وهي قصة للكاتب عبد الرحيم كمال نالت إعجابي وهي من إنتاج صادق الصباح وإخراج أحمد شفيق، وتدور أحداث الفيلم في صعيد مصر، وهو مبني على قصة حقيقية تحولت إلى أسطورة عن إنسان يتحول إلى مجرم والعكس.

خلال رمضان تعرضت لمقلب «رامز واكل الجو»، ويقال أن مقالب رامز مجرد تمثيل، فهل ما شاهدناه كان تمثيلا أما حقيقة؟

عن تجربتي الشخصية في مقلب «رامز واكل الجو» فقد تعرضت حقا لمقلب من رامز جلال، لكن كان لدي الحرية في اختيار هل أقبل أن يشاهد الجمهور الحلقة أم لا، ولأني شخصية بعيدة عن الإعلام قررت قبول إذاعة الحلقة خاصة وأن مثل هذه البرامج محبوبة لدى الجمهور، وأؤكد أن المقلب كان حقيقيا جدا ولم يكن أبدا هناك أي نوع من التمثيل أو «الفبركة»، إذ أن الضيف يتعرض لمواقف صعبة خاصة مع ضغط الجو الذي يجعله يشعر ببعض الأعراض مثل الإغماء مثلا.

ألا تتفق معي أن مثل هذه المقالب ربما تسبب لبعض الضحايا النجوم مشاكل صحية؟

من الممكن جدا، لكن أصحاب مثل هذه البرامج أذكياء، فحين يكون الضيف نجم أكشن وشاب فيتعمدون تصعيد حدة المقلب، لكن حين يكون الضيف يعاني من بعض الأزمات الصحية أو كبيرا في السن فإنهم يحتاطون للأمر ولا يرفعون من حدة المقلب، ولقد أخبرتهم بعد المقلب أن مثل هذه الأمور ربما تسبب الموت لأحدهم.

ما رأيك في الدراما التي قدمتها النجمة اللبنانية هيفاء وهبي التي شاركتها أول بطولة لها في «دكان شحاتة»؟

الصراحة لم أتابع جميع المسلسلات التي قدمت هذه السنة، حيث اكتفيت بمشاهدة بعض الأعمال وليست بالكامل، فقط من باب الفضول ومن أجل معرفة أنواع المواضيع التي قدمت، والنجمة هيفاء وهبي ممثلة جيدة ولديها حضور كبير ولا يمكنني الحكم على العمل لأنني لم أشاهده بالكامل، لكن أعجبت بالمستوى وأعجبت أيضا بالعمل الذي قدمته السنة الماضية مع المخرج محمد سامي.

كلمة أخيرة لجمهورك على موقع Le360..

لجمهوري على موقع Le360 ولجمهوري المغربي عامة، أقول لهم إن من بين أهدافي أن أصل إليكم بفن تحترموه ويعيش في وجدانكم، وأن أقدم لكم أفلام تنافس في جودتها الفيلم الأمريكي والأوروبي والهندي، وأود في الأخير أن أؤكد للشعب المغربي أنني أحبه جدا وعاشق له.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 10/10/2015 على الساعة 18:30