بافتخار واضح، أكدت سناء حمري أن طنجة تسكنها أينما حلت، قائلة: « طنجة في الدم، هي جزء لا يتجزأ من هويتي ومن رؤيتي الفنية. عشت في طنجة وترعرعت فيها فأنا ابنة الفنان التشكيلي محمد الحمري، لذلك أنا نشأت في عائلة فنية قبل أن أنتقل في سن 18 إلى الولايات المتحدة، لكنني دائما أعود إليها لأستمد طاقتي وإلهامي. »
وأضافت أنها تحرص دائما على زيارة المغرب، وتحديدا طنجة، لتجد الإلهام من بيئتها الأصلية، مؤكدة: « كمخرجة، أحتاج دائما للعودة إلى بلدي لاستعادة التوازن والإلهام قبل مواصلة مسيرتي ».
عن تجربتها كامرأة مغربية اقتحمت مجال الإخراج في الولايات المتحدة، أوضحت حمري أنها واجهت تحديات كبيرة، خاصة في بداياتها، حيث لم يكن هناك الكثير من النساء المخرجات في ذلك الوقت. وقالت: « شعرت بالوحدة في البداية، لكنني دائما كنت أجد دعما من عائلتي ومن المغاربة الذين شجعوني على الاستمرار وتحقيق أحلامي. »
تطرقت حمري إلى تجربتها في إخراج أعمال لفنانين عالميين مثل ماريا كاري وبرينس، وبيونسي، مشيرة إلى أنها حرصت دائما على تعريف هؤلاء الفنانين بالمغرب. تقول: « أحضرت ماريا كاري إلى مراكش، وقد أعجبت بالمغرب وأصبحت من عشاق ثقافته. وأرغب أيضا في توجيه رسالة إلى المغاربة مفادها أن عليهم أن يفتخروا بجذورهم وبوطنهم ».
وعن مشاريعها المستقبلية، كشفت حمري عن رغبتها في إخراج فيلم مستوحى من قصة مغربية، قائلة: « أحلم بإنتاج فيلم عن تاريخ المغرب حتى يتعرف العالم على الجمال والتنوع الذي تزخر به ثقافتنا. ففي كل مرة نصور فيها فيلما في المغرب يكون فيلما عن قصة أو تاريخ بلد آخر، لذلك أود هذه المرة أن يكون الفيلم عن المغرب فقط. »
وحول إمكانية العودة والاستقرار في المغرب، أوضحت حمري أنها تمكنت من التوفيق بين العمل في الخارج والبقاء في طنجة، مستفيدة من التكنولوجيا. وقالت: « مع التطور الرقمي، أستطيع العمل من طنجة باستخدام الوسائل الحديثة. أحيانا أكون في البيت بطنجة وأدير عملي في لندن أو لوس أنجلوس. »
في نهاية الحوار، أعربت حمري عن رغبتها في التعاون مع مواهب مغربية صاعدة، كنوع من الدعم لهؤلاء الفنانين. وقالت: « أحترم كثيرا المخرج نبيل عيوش، ولكنني أود التعامل مع الجيل الجديد الذي لم يكتشفه أحد بعد ».


