وأزيح الستار بهذه الساحة عن اللوحة الجديدة التي تتضمن عبارة "رفيق التحرير" إلى جانب اسم الراحل محمد الخامس، وصفته كسلطان للمغرب من 1927 إلى 1957، وملكا للمغرب من 1957 إلى 1961، خلال حفل حضرته على الخصوص عمدة باريس آن هيدالغو، وكاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدماء المحاربين والذاكرة جان مارك توديشيني، وسفير المغرب بفرنسا شكيب بنموسى.
وقد تم بالمناسبة وضع أكاليل من الزهور أسفل اللوحة، تكريما لروح جلالة المغفور له محمد الخامس، من قبل آن هيدالغو وتوديشيني وبنموسى، قبل أن يقف الحاضرون دقيقة صمت.
يذكر أن الملك محمد الخامس، منح لقب رفيق التحرير من قبل الجنرال دو غول في يونيو 1945، اعترافا من فرنسا بتضامن جلالته، ومن خلاله كافة المغاربة في أوقات الشدة.
وكان الملك محمد السادس قد دشن في 20 دجنبر 2002، ساحة محمد الخامس، القريبة من معهد العالم العربي، وذلك بمعية الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك.
وأكدت آن هيدالغو، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أهمية هذه المبادرة، من أجل الحفاظ على ذاكرة التحرير، وإبراز لقب وصفة "رفيق التحرير" التي منحت للملك محمد الخامس.
وأضافت أن "الأمر يتعلق بصفة في غاية الأهمية تم منحها لشخصيات، وكذا لمدن كباريس، والتي يجمع بينها قاسم مشترك يتمثل في انخراطها منذ الساعات الأولى من النزاع إلى جانب الجنرال دو غول في تحرير فرنسا".
وأكدت هيدالغو أن باريس باعتبارها مدينة رفيقة التحري، تضطلع بمسؤولية كبرى، تتمثل في إحياء ذاكرة رفاق التحرير ونقلها.
من جهته، أشاد توديشيني بتكريم الملك محمد الخامس، رفيق التحرير، معربا عن ارتياحه لإضافة هذه العبارة إلى هذه اللوحة بمناسبة تخليد الذكرى الحادية والسبعين لتحرير باريس.
وقال "إنه تكريم هام ذلك أن جلالة المغفور له محمد الخامس كان أحد رفاق التحرير، ويتم من خلاله تكريم كل أولئك الذين حاربوا من أجل حرية فرنسا".
من جانبه، نوه بنموسى بمبادرة مدينة باريس والسلطات الفرنسية، المتمثلة في إضافة عبارة "رفيق التحرير" إلى اللوحة التذكارية لساحة محمد الخامس، مؤكدا أن الأمر يتعلق باعتراف بما قام به محمد الخامس من أجل تحرير فرنسا.
وأضاف أن هذه المبادرة تشكل في الآن نفسه اعترافا بالعلاقات الاستثنائية القائمة بين المغرب وفرنسا والتي تتميز بالتاريخ والقيم المشتركة، مضيفا أن هذا التكريم يأتي أيضا في وقت تشهد فيه الصداقة المغربية - الفرنسية مرحلة توطيد وتجديد على أساس الثقة والطموح المشتركين من أجل رفع التحديات الحالية، سواء في مجالات الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية أو البيئة.
وسجل أنها "مبادرة قوية في رمزيتها، تفسر الطابع المتفرد للعلاقات المغربية - الفرنسية، والانكباب على رفع تحديات الغد بطريقة أكثر تضامنا".
وتميز حفل تدشين هذه اللوحة التذكارية بحضور رئيس معهد العالم العربي بباريس جاك لانغ، ورئيس مؤسسة شارل دو غول، جاك غودفران وعدد من قدماء المحاربين.