وتطرقت "الأخبار" في ملفها لنهاية الأسبوع إلى حالة الفنانة فاطمة تيحيحيت التي حلمت باحتضان دمية فوجدت نفسها في فراش الزوجية. تيحيحيت التي لخصت أحلام طفولتها الضائعة، بأنها عوض أن تضع محفظة المدرسة على ظهرها، وضعت الحطب، وبدل أن تتوجه إلى المدرسة كانت تقود الماعز نحو المرعى الجبلية.
وتابعت اليومية التي خصصت الصفحتين 8 و9 لهذا الملف مع الإشارة إليه في الصفحة الأولى، أن بدل التحاق تيحيحيت بمقاعد الدراسة، وهي في سن السابعة على أرغمت على أن تلتحق ببيت الزوجية، قبل أن تنجب طفلة وهي لم تغادر بعد عوالم الطفولة. وتعرضت فاطمة للطلاق وهي لا تزال طفلة قبل أن تتزوج مرة أخرى مجبرة في سن الطفولة، لتتعرض لأقصى صور التعنيف الزوجي، الذي أسفر عن طلاق جديد.
وتابعت الأخبار" أن تيحيحيت تتأمل حياتها اليوم بعد أن أصبحت جدة، وتذكر كيف كان طوق النجاة عام 1983، عند التحاقها بالمغني الأمازيغي الحاج محمد الدمسيري وانضمامها لفرقته، قبل أن تؤسس فرقتها الخاصة لتفتح أمامها أفاقا جديدة كانت بمثابة البلسم فوق الجراح التي لم تندمل داخل نفسها.
عتابو... الفنانة التي أراد أشقاؤها ذبحها
وعرجت"الأخبار" في ملفها على قصة الفنانة نجاة عتابو، وأكدت أن الأخيرة مازالت تحلم بأن يبادر أحد المخرجين السينمائيين إلى تصوير محطات مؤثرة من حياتها، حيث تعتبر أن ما عاشته تتوفر فيه شروط نجاح العمل السينمائي من إثارة ومعاناة وصمود في وجه الأعاصير وتقلبات عاطفية وصخب البداية، إلى أن فرت بجلدها من البيت العائلي بعدما هددها أشقائها الثمانية بالقتل وهم يكتشفون شريط كاسيط يباع في الأسواق لأغاني أدتها بصوتها دون علمهم.
وتابعت اليومية في سرد قصة الفنانة عتابو أن وجهاتها كانت هي مدينة الدار البيضاء بعد هروبها من بيت العائلة وسنها لا يتجاوز 17 عاما، وقادها حظها إلى الالتقاء بالمعني ومنتج الأشرطة الحاج الحسين، الذي أثارته خامتها الصوتية فعمل إلى جانب الفنان عبد العزيز الطاهري، على مساعدتها على الاستئناس بالوسط الفني، الذي كانت تجهل عنه كل شيء.
وأضافت اليومية أن الأغاني الأولى لعتابو جاءت عبارة عن شكوى من ظلم الرجل وخيانته، وعن الارتباك الحاصل في زيجاتها المتعددة. غير أن مرحلتها الجديدة، تريد نجاة الابتعاد عن الأغاني الصاخبة القائمة أساسا على الإيقاع، من أجل أن تؤدي أغاني ذات رسالة وتعبر عن مواقف بعيدا عن "جوني مار".
وقال اليومية" أن عتابو عانت طيلة مسارها الفني من الإشاعات التي كان أخطرها ترويج مزاعم بكونها أصيبت بالسيدا وتم حرقها ونتر رمادها. وتلتها إشاعة حول إصابتها بمرض مزمن ألزمها الفراش وأجبرها على اعتزال الغناء.
الداودية أو هند الحنوني ...المطرودة من البيت
"الأخبار" في ملفها تطرقت لبعض اللحظات في حياة الفنانة زينة الداودية، التي تعد الرقم التاسع بين إخوتها. وكانت مدللة أبيها الحاج الحنوني. وفي الوقت الذي كان فيه قريناتها منهمكات في تمشيط شعر دماهن، كانت هند تلعب كرة القدم في الحومة رفقة أولا الجيران.
وتابعت اليومية أن نقطة التحول في حياة الداودية، كانت في عام 1992 وبالضبط لما كان عمرها لا يتجاوز 13 ربيعا، عندما لم تقو هند على إيقاف جماح رغبتها في تحقيق حلم النجومية من جهة وفي مقاومة صرامة الأب من جهة أخرى. وفي يوم من عام 1992 اشتد الصراع بين الأب والبنت، ليقرر الأب في النهاية طرد البنت من البيت، لتجد الداودية نفسها في الشارع، ثلاثة سنوات كاملة قضتها هند بعيدة عن حضن الأسرة.
وأضافت اليومية أن بعد ثلاثة سنوات من العذاب والمقاومة الشرسة جاء الفرج على يد الفنان الشعبي سعيد الصنهاجي، الذي كان سبب أساسيا في نجومية هند الحنوني، إذ أعجب بصوتها واعتبر أنه "من العيب والظلم أن تظل حبيسة الظلام الدامس". فرحة الشابة زينة لم تكتمل تقول اليومية، إذ موازاة مع كل هذا النجاح كان المرض أقعد والدها الفراش فقد شاءت الأقدار أن يصاب بداء السرطان ويفارق الحياة.
رفض الاستسلام والقبول بالأمر الواقع
حكايات الفنانة فاطمة تيحيحيت، نجاة عتابو وزينة الداودية، تبقى نموذج فقط، لنساء لم يولدن وفي أفواههن ملاعق من ذهب. اختزلن لوحدهن وضعية المرأة في محيط الهشاشة الاجتماعية وسيادة أعراف حولت الزواج إلى اغتصاب في ما يسمى بـ" زواج القاصرات"، وحرمن من حقهن في التعليم وتركن لمصيرهن وحيدات في مواجهة المتربصين والذئاب البشرية.