تقول بعض الروايات إن عبد العزيز بوتفليقة كان على علاقة مع ممرضة بمدينة وجدة، وإن حتميات المرحلة التي كان يمر منها بوتفليقة، جعلته مجبرا على المغادرة النهائية للمدينة، بشكل لم يعد معه ممكنا أن تستمر علاقته بالممرضة، فما كان إلا أن رحل دون إخبارها، بعد أن أخد منها جميع ما يثبت علاقته بها.
وأضافت "لأخبار" أن بوتفليقة كان بإمكانه أن يتزوج في مدينة وجدة لو أراد، وأن يأخذ معه زوجته إلى الجزائر، ولن يواجه أي مشكل في هذا الباب، والدليل أن مجموعة من الشباب الذين عاشوا بوجدة، واختاروا الكفاح المسلح للعمل على استقلال الجزائر توجهوا إليها، عبر طرق سرية من وجدة، حتى إن العاملين على التنسيق داخل جبهة التحرير الجزائرية، كانوا يرصدون مكافآت مالية للذين يستقدمون أسرهم معهم، ويختارون الدفاع عن استقلال الجزائر، والاستقرار النهائي بها.
وتضيف الجريدة أن بوتفليقة كان ذكيا ولم يكن ليفوت على نفسه المكافأة، خصوصا وأنه كان من الأسماء البارزة في أوساط الجبهة، ولن يختار بأي شكل من الأشكال أن يتخلى عن كل شيء من أجل مستقبل بالجزائر.
وأكدت "الأخبار" أن المثير في الرواية الجديدة أن بوتفليقة لم يفر إلى الجزائر كما هو رائج، بل أخبر قلة من أصدقائه الثقاة، والذين كان يختلي بهم في مقهى شعبي لا يبعد إلا أمتارا قليلة عن منزل عائلته، وأكد لهم أنه ينوي الاستقرار النهائي بالجزائر، معبرا لهم عن طموحه في الاشتغال السياسي هناك، ومستقبل آمن له ولأسرته.
بوتفليقة وحبه لحزب الاستقلال
في المرحلة الاعدادية والثانوية، أوساط الخمسينات، كان عبد العزيز بوتفليقة قد اتخذ لنفسه مسارا مغايرا تماما للمسار الذي كان عليه أثناء المرحلة الابتدائية، بحيث لم تكن قامته مديدة بما يكفي لينتقم من تلاميذ الأمس المشاغبين، ولم يكن أيضا من الشبان الذين اختاروا طريق الحرف التقليدية، أو الأعمال الفلاحية، فوضع أسرته المادي، جعله في غنى عن التفكير في الانقطاع عن الدراسة ومزاولة المهنة، أو تعلم حرفة لكسب المال.
وأضافت الجريدة أن بوتفليقة كان يجد متعة كبيرة في مطالعة الكتب، ومتابعة الأخبار التي كانت وقتها مشتعلة في الرباط، لكنه من وجدة كان يطمح إلى وضع قدمه في عالم السياسة، وهكذا وجد نفسه محشورا وسط عدد من أقرانه الذين كانوا مهووسين وقتها بالعمل الجمعوي، والأنشطة الشبابية بما فيها التمثيل والغناء، وهذه الأنشطة كانت وقتها تؤطر من طرف شبيبة حزب الاستقلال.
وهكذا كان بوتفليقة يطمح إلى دخول عالم السياسة من هذا الباب، وشارك في عدد من الأنشطة، من بينها مسرحيات وأناشيد في المناسبات المدرسية، التي درس بها في وجدة خلال الخمسينات.
وحسب مصادر "الأخبار"، فإن عبد العزيز بوتفليقة كان يطمح إلى أن يكون استقلاليا، وقتها لم يخفي بوتفليقة رغبته في الانتقال إلى الجزائر، خصوصا سنة 1961 عندما توفي الملك محمد الخامس.
من عاشر بوتفليقة في أيام شبابه كانوا يرون فيه الرجل الخجول، إذ كان بوتفليقة يتلون بحمرة غريبة، إذا رأى فتاة وجدية جميلة، ولم يكن يقوى أبدا على الحديث إلى إحداهن، أولا لأن المجتمع الوجدي كان محافظا للغاية، وكان يستحيل على شاب وجدي أن يختلي بشابة وجدية بأي شكل من الأشكال.