وأبقت بعض المتاجر البريطانية أبوابها مفتوحة حتى وقت متأخر من الليل لطرح أبرز كتاب يتناول العائلة المالكة منذ نشر "ديانا: هير ترو ستوري" عام 1992 الذي تعاونت فيه والدة هاري الأميرة ديانا مع أندرو مورتون.
وتسربت مقتطفات من الكتاب الذي سيصبح مُتاحاً بـ 16 لغة، بالإضافة إلى نسخة صوتية، إلى الصحافة منذ طرح المذكرات للبيع عن طريق الخطأ الخميس في إسبانيا.
وتواصل وسائل الإعلام الكشف عن مذكرات الأمير البريطاني، والتي أطلق فيها سلسلة من الاتهامات الملتهبة ضد العائلة المالكة في المملكة المتحدة.
ونشرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية أبرز مقتطفات من هذه المذكرات، بما في ذلك تفاصيل تخليه عن دوره بالعائلة الملكية عام 2020 والتي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة.
ولم يعلق قصر كنسينغتون وقصر باكنغهام على المزاعم الواردة في الكتاب الذي ذكر الأمير البالغ من العمر 38 عاما، جزء منها في مقابلات تلفزيونية سابقة.
ويتهم دوق ساسكس البالغ 38 عاما في الكتاب، شقيقه ويليام بطرحه أرضاً خلال شجار العام 2019 بسبب ميغان التي كان هاري تزوجها قبل سنة من ذلك.
وتطرق الأمير هاري كذلك إلى فقدانه عذريته وتعاطيه المخدرات، بالإضافة إلى قتله 25 من عناصر حركة طالبان خلال خدمته في صفوف الجيش البريطاني في أفغانستان. وندد ضباط كبار في الجيش البريطاني بشدة بهذه التصريحات.
ويتذكر هاري عودته إلى المملكة المتحدة للمرة الأولى بعد تخليه عن أدواره بالعائلة المالكة في أبريل 2021 لحضور جنازة الأمير فيليب، زوج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
ووصف هاري دخوله لمشاهد جثمان الملكة إليزابيت، وذكر أن تلك المناسبة الحزينة هي المرة الأولى التي يلتقي فيها دوق ساسكس بوالده، الملك تشارلز الثالث، وشقيقه الأمير ويليام، منذ أن مقابلة متفجرة أجارها برفقة زوجته ميغان مع المذيعة الاميركية أوبرا وينفري.
وجاء في الكتاب: "رغم أنني كنت عدت إلى الوطن على وجه التحديد وفقط لحضور جنازة جدي، طلبت لاجتماع سري مع أخي الأكبر ووالدي كان يتحدث عن بعض الأمور لإيجاد لها مخرج".
يتابع هاري: "حاولت أن أشرح الأمور من وجهة نظري. لم أكن في أفضل حالاتي. كنت متوترا وأقاتل لأجل أن أسيطر على مشاعري في وقت أسعى فيه للإجابة بشكل مقتضب ودقيق". ومع ذلك، يقول هاري إنه اكتشف أن شقيقه ووالده "مستعدان للقتال".
وتشير رواية هاري إلى أن التوترات مع ويليام ظلت مرتفعة وتقتبس من تشارلز مناشدة لأبنائه ألا "تجعلوا من سنواتي الأخيرة بائسة".
وكان أحد أجزاء قصة حياة هاري التي تساءل الكثيرون عما إذا كان سيشاركها هو وفاة جدته، الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وكشف أن والده تشارلز هو الذي اتصل به لأول مرة في شتنبر الماضي ليقول إن صحة الملكة "قد تدهورت".
في المذكرات، يروي هاري على الفور ثم أرسل رسالة نصية إلى ويليام ليسأله عما إذا كان هو وكيت يسافران إلى قصر بالمورال حيث كانت الملكة تحتضر هناك - ومتى وكيف.
يقول هاري إنه لم يلتق أي رد من شقيقه ويليام. وكتب أنه تلقى بعد ذلك مكالمة أخرى من والده تشارلز، الذي أخبر هاري أنه مرحب به في المنتجع الإسكتلندي، لكن زوجته ميغان ليست كذلك.
ويقول هاري إنه أمضى معظم الوقت في رحلته إلى إسكتلندا محدقا في السحب متذكرا آخر مرة تحدث فيها مع جدته.
ويتذكر: "قبل أربعة أيام، تحدثنا عبر دردشة طويلة على الهاتف وتطرقنا إلى العديد من الموضوعات، بما في ذلك صحتها طبعا".
وعندما بدأت الطائرة في الهبوط، قال هاري إنه تلقى رسالة نصية من ميغان تطلب منه الاتصال بها ثم فتح موقع "بي بي سي" على الإنترنت ليعرف أن جدته توفيت بالفعل. كما أنه ينفتح في اللحظة التي رأى فيها جثة الملكة داخل غرفة داخل قلعة بالمورال.
يتذكر لحظات وصوله إلى قصر بالمورال حيث كانت جثة الملكة موجودة هناك. وكتب: "استعدت ودخلت. كانت الغرفة مضاءة بشكل خافت بشكل غير مألوف. تقدمت إلى الأمام في حالة تردد وبعد أن شاهدتا وقفت متجمدا".
يتابع هاري: "حدقت وحدقت. كان الأمر صعبا، لكنني ظللت أفكر كيف ندمت على عدم رؤية والدتي في النهاية".
يقول هاري إنه همس لها بعد ذلك أنه يأمل أن تكون سعيدة، وأنها كانت مع زوجها الراحل الأمير فيليب.
ويبدو أنّ زوجة والده على استعداد لخوض مرحلة صعبة بعدما هاجمها هاري في مقابلة له مع شبكة "سي بي إس" الأميركية.
وقال إنّ بعض تفاصيل المحادثات الخاصة التي نُشرت في وسائل الإعلام "لم تكن لتتسرب من أحد" سوى كاميلا، واصفاً إياها بـ"الشريرة".