يعتبر غانم، الذي يتابع حسابه الملايين على منصة إنستغرام، إحدى قصص النجاح الملهم، حيث أصيب منذ ولادته بما يسمى "متلازمة التراجع الذيلي"، لتصبح هذه الإعاقة الكبيرة تحديا كبيرا كاد أن يمنعه عن ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وهو ما أبرزه غانم خلال حديثه قبل عدة أعوام، في جلسات الملتقى الإعلامي العربي الثالث، حين قال: "تقبلت إعاقتي وتعايشت معها بحب وسلام، كنت أعاني من النظرات التي أتعرض لها من بعض الأطفال، ولكن الأمر لا يضايقني، فكل من كان ينظر إلي يحمد ربه على ما فيه من نعم، وكنت أكسب أجرا لأني كنت سببا في ذكر الله".
وأضاف المفتاح أن "جسمي صغير ولكن قلبي كبير، والله أعطاني الكثير من النعم، فلماذا لا أبتسم، وأهم معاني الإيجابية هي الرضى بأن الله اختار لي الأفضل، وعلى الإنسان أن يتقبل عطايا الله له، كي يستطيع أن يرى العالم بإيجابية".
وتذكر المصادر المقربة من الفتى القطري، أن هذا الأخير خاض تحديات كبيرة نتيجة ولادته بنصف جسد، جراء تعرض والدته أثناء فترة الحمل لمرض السكري، فلم يكن هناك جنود مجهولة بحياته سوى أمه، التي اعتنت به ودمجته بالمجتمع، منخرطا فيه، ناصحة إياه بالالتزام بالكلام الطيب مع الناس، والتعامل معهم بالحسنى، حتى لا يعيش وحيدا، إذ قامت بطباعة قصص وكتب عنه، ووزعتها مجانا على المدارس والجهات المختلفة، محاوِلةَ بكل الطرق، وجاهدةً لتغيير نظرة الناس إلى ذوي الإعاقة، وهو ما منحه الثقة في التعامل مع الآخرين.