وتميز حفل الافتتاح، الذي شارك فيه جمال مخططار، عامل عمالة مقاطعات مولاي رشيد، بتخصيص تكريم لأسرة الفنان الراحل أحمد الصعري، والفنانة جميلة شارق، حيث قدمت بالمناسبة شهادات تبرز المسارين الفنيين المتفردين للصعري وشارق، وخصالهما الإنسانية المتميزة.
كما جرى تقديم تشكيلة لجنة التحكيم ولمحة عن الأفلام المتبارية خلال هذه التظاهرة، ثم فقرة موسيقية أتحف بها الحضور الفنان فتاح النكادي.
وأكد جمال مخططار، في كلمة بالمناسبة، الأهمية الكبيرة التي تكتسيها هذه التظاهرة التي تعد، كما قال، فرصة للقاء مع الفنانين، والسمو بالأفكار إلى درجة أعلى.
وبعد أن أشار إلى أنه ليس من السهل تنظيم هاته التظاهرة بهذا المستوى من دون التضحية من جانب طرف أو عدة أطراف، دعا مختلف الفاعلين في المجال الثقافي إلى إيلاء الأهمية اللازمة للثقافة بالعمالة، لأن الثقافة تساهم في الاندماج الاجتماعي.
وأكد أن المركب الثقافي مولاي رشيد، الذي يعد أحد الفضاءات المحتضنة لهذه الدورة، رصدت له جماعة الدار البيضاء مبلغا ماليا من أجل تهيئته حتى يستعيد بريقه.
من جهته، اعتبر عبد الحق مبشور، مدير مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية، أن المهرجان يسعى إلى ترسيخ ثقافة القرب، وترجمة شعار "سينما القرب" إلى واقع ملموس.
وبالمناسبة أشاد مبشور، وهو أيضا رئيس النادي السينمائي سيدي عثمان (الجهة المنظمة للمهرجان)، بالدور الذي كان يضطلع به الفنان الراحل أحمد الصغري في المجال الفني، لأنه أعطى الشيء الكثير لفنون الفرجة ببلادنا، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بفنان كبير تربت على يديه أجيال كثيرة في المسرح والسينما والتلفزيون
كما توقف مبشور، وهو أيضا الكاتب العام للجامعة الوطنية للأندية السينمائية، عند الدور الذي يضطلع به الفنانون في نشر الإشعاع الفني والثقافي على مستوى الدار البيضاء برمتها ماضيا وحاضرا، مذكرا في هذا السياق بالعروض المسرحية الفريدة التي كان يستقبلها المسرح البلدي، حيث كان يغص بالفنانين.
ويروم المهرجان، حسب المنظمين، تقريب المنتوج السينمائي المغربي من جمهوره المحلي وخلق نقاش مثمر وبناء حوله بمشاركة مبدعين ونقاد وسينمائيين وطلبة ومهتمين وعموم المواطنين، علاوة على إتاحة الفرصة أمام المخرجين الشباب لعرض أفلامهم القصيرة.
وتمت الإشارة إلى أن إدارة المهرجان توصلت بحوالي 45 عملا فنيا تم إخراجه من قبل شباب، فتم اختيار 11 عملا من بينها. ويتعلق الأمر بقائمة تضم الأفلام التالية : "ميثاق" للحسين حنين ، و"الصفحة 81" لرشيد الهزمير، و"رماد" للمصطفى فرماتي، و"أوركازموس" لدلال العراقي، و"أيدي ناعمة" لفيصل الحليمي، و"تأثير الفراشة" لعلي بنجلون.
كما يهم الأمر "طفل الحب" للهواري غباري، و"عطر" للحسين شاني، و"بوبيا" لدانيا عاشور، و"جينز" لمحمد البوحاري، و"مداد أخير" ليزيد القادري.
وضمن فقرة العروض الخاصة بالأفلام المغربية الروائية الطويلة يتابع المهرجان احتفاءه بمبدعيها من خلال عرض ومناقشة فيلمين هما: "طاكسي بيض" (2019) لمنصف مالزي (في حفل الافتتاح) و"عايدة" (2014) لإدريس المريني (في حفل الاختتام).
كما يتابع المهرجان رهانه على التكوين السينمائي للشباب والمهتمين عبر ورشات "القراءة الفيلمية" (من تأطير الأستاذ يوسف آيت همو) وكتابة السيناريو" (من تأطير المخرج والسيناريست رشيد زكي) ، والكاميرا الرقمية" (من تأطير الأستاذ طارق شمعاوي) بالمركب الثقافي مولاي رشيد. ينضاف إلى ذلك عقد لقاءين مفتوحين (ماستر كلاس) مع مبدعين كبيرين هما الممثل محمد مفتاح والموسيقي فتاح النكادي.