ولا تتوانى هذه المرأة، المزدادة بالرباط سنة 1969، منذ مدة، في السعي نحو أعالي الجبال الشاهقة على الرغم من بعض الصعوبات الطبيعية التي تواجه كل متسلقي الجبال كالعواصف الثلجية.
ولم تمنع خيبة أمل هذه المهندسة، التي تعمل في الاتصالات، من تسلق واحد من أعلى القمم الجبلية في أمريكا اللاتينية "أكونكاغوا" سنة 2012، والذي يبلغ 6962 مترا، من الإصرار على مواصلة هذه المغامرة، حتى تمكنت من تحقيق حلم تسلق هذا الجبل العنيد في شهر يناير الماضي.
وفي كل مرة تعتزم فيها تسلق أحد الجبال، تكون بشرى، وهي والدة طفلة تبلغ تسع سنوات من العمر، مستعدة لتحمل أعباء هذه المغامرات، وأحيانا على أكتافها، من متاع ومؤونة وخيمة ومواد أخرى، كما فعلت عند تسلقها جبل ماكينلي، الذي يصل علوه إلى 6194 مترا ودرجة برودة مستقرة تصل إلى ناقص 30 درجة مساء.
وتحكي هذه العاشقة للجبال، التي حملت العلم المغربي إلى أعلى قمة بأمريكا الشمالية، فتقولº "علينا حمل كلنا متاعنا بأنفسنا، في البداية نستعمل الآليات المتزحلقة إلى المخيم، ثم بعد ذلك ننقلها في الأكياس المحمولة على الظهر إلى القمة (5200 متر)، وتعد هذه المرحلة دقيقة وخطيرة، بحيث ينبغي السير بحمل يصل ثقله إلى 25 كلغ على ارتفاع 55 درجة مستعينين بخطوط ثابتة وبتلال ضيقة جدا، ومع الريح نكون في خطر الارتماء في الهواء".