يحكي جواد السايح في هذا الحوار أنّ بداياته كانت مع "مسرح الحي" بحكم ما كان يعرفه المسرح من ألقٍ وتوهّج، بسبب الدعاية التلفزيونية وكثرة الفرق والإنتاج الوفير، حيث كان الممثل يشتغل على 3 عروض مسرحية في أسبوعٍ واحدٍ. وكانت هذه الفرق تشتغل بقوّة في وجودٍ لشبّاك التذاكر، بحيث أصبح للمغاربة ثقافة مسرحية تقودهم دوماً إلى اكتشاف التجارب، ما خلق في ذلك الوقت رواجاً فنياً. أمّا اليوم فقد اختفى كلّ شيءٍ بسبب انعدام الدعاية في التلفزيون.
وقد اعتبر جواد السايح أنّ التلفزيون، قد لعب دوراً كبيراً بالنسبة للمسرح، إذْ كانت دعاية المسرحية تمرّ عبر هذا الجهاز 3 مرات في اليوم، ما يُتيح للمُشاهد إمكانية التعرّف على طبيعة الفرق والممثلين الذين سيلعبون أدوارهم داخل المسرحية. ونظراً إلى اختفاء الجولات المسرحية التي كانوا يقومون بها، فإنّهم يضطرون الآن إلى المُشاركة فقط في مهرجانات ولقاءات فنّية وعروض ثقافية ودعم الوزارة، رغم أنّه يتطلّب شروطاً كبيرة. كما أنّ كثرة الفرق المسرحية قد تعيق هذه العملية، ففي تظاهرة الدعم المسرحي يصل العدد أحيانا إلى حوالي 360 فرقة.
وعن جديد أعماله يقول السايح، أنّه قد انتهى قبل أيام من تصوير مسلسل، وهو الآن بصدد تصوير مسلسل شبه تاريخي مع المخرجة جميلة البرجي بنعيسى بعنوان "الرحاليات" الذي يدور سفره البصري بين العشرينيات والثلاثينيات، ويتضمّن نسبة كبيرة من الممثلين المغاربة بين التجارب الرائدة والأخرى الجديدة. وفي نفس الحوار يُشدّد السايح بأنّ الدراما المغربيّة حقّقت قفزة نوعية في السنوات الأخيرة، حيث أصبحنا نُعاين أعمالاً جيدة مقارنة بسنواتٍ خلت، لكنّ ضعف منسوب الكوميديا داخل سيتكومات مغربيّة هو الذي يجعل المُتابع يطلق هذه الأحكام كنوعٍ عن عدم الرضى مقارنة بما كان يستمتع به من كوميديا.
تصوير وتوضيب: سعيد بوشريط