وأكد عبد الرفيع العبديوي أن أغنية "صابرة" تعتبر ثاني تعامل له مع الفنانة بلقيس، إذ كان سبق له الاشتغال معها على كليب "تعالى تشوف"، الذي يعتبر الفيديو الأكثر مشاهدة على قناتها إلى حدود اليوم.
وأضاف، أنه في كليب "تعالى تشوف" اشتغل الطرفان على الجانب الفخم من الثقافة المغربية، أما كليب "صابرة" فحافظا فيه أيضا على الطابع المغربي، لكن من زاوية أخرى.
وكشف العبديوي أنه كان من المقرر تصوير كليب "صابرة" في فرنسا، وبالضبط في مارس 2020، لكن انتشار جائحة كورونا عطل مشروع التصوير.
وتابع: " في البداية كان الكليب سيتحدث عن موضوع الغربة، ولكن في صيف 2021، سافرت إلى إحدى القرى شمال المغرب، وخلال رحلتي التقيت ببعض الأشخاص الذين حكوا لي القصة التي قمنا بتجسديها في الكليب الجديد، وهي قصة واقعية لفتاة وقعت في حب معلم أتى إلى القرية، وبعد أن أحبته بالفعل، سافر وتركها معلقة".
وأضاف: " هذه القصة أثرت بي كثيرا، ووجدت أنها تتناسب مع كلمات الأغنية الجديدة، فقررت الاشتغال عليها".
وأوضح المخرج أنه بعد أن حضر كل تفاصيل العمل، قام بإرسال ملف متكامل لبلقيس، التي اتصلت به فور اضطلاعها عليه قائلة: " أنا أثق بك، وبما أنك تقول أن القصة ستلمس قلوب المغاربة، لهذا أنا أوافق على تنفيذ العمل، لأنني أريد أن ألمس قلوبهم مثلما لامسوا قلبي".
وتم تصوير الكليب في ظرف يومين فقط، في إحدى القرى نواحي مدينة أوكيمدن، واهتمت بالملابس مصممة الأزياء ريم الهاشمي، التي قامت بـ"عمل جيد"، على حد قول العبديوي.
وكشف هذا المخرج أن ريم ركزت على التفاصيل الدقيقة الخاصة بلباس المرأة البدوية، ولكن من بين الأشياء التي حرصت عليها أيضا، هي الألوان، إذ نسقت ألوان ملابس بلقيس مع حالتها النفسية والعاطفية، بحيث كانت الألوان زاهية عندما كانت سعيدة، ولكن بعد تغير حالتها النفسية، أًصبحت ترتدي ملابس ترابية باهتة.
وأكد العبديوي أن بلقيس انسجمت بسرعة مع أجواء التصوير، إذ كشفت أن البادية المغربية تتشابه كثيرا مع البادية اليمينة.
وعن تشابه الكليب مع الفيلم الأمازيغي "صدى الجبل"، يقول العبديوي: إن " أمين الناجي هو أول ممثل خطر ببالي عندما قررت الاشتغال على هذه الفكرة ".
وأكد المخرج المغربي أنه لم يشاهد فيلم "صدى الجبل"، ولكن بالمقابل تفرج على "la source des femmes"، وعدة أفلام أخرى، وذلك لأخذ فكرة عن طريقة تصوير البادية في هذه الأعمال، حتى يخرج برؤية مختلفة في كليب "صابرة."
وتابع: " وخلال قيامي بهذه البحوث، وقعت بالصدفة على صورة أمين الناجي في فيلم غزية لنبيل عيوش، وحينها أيقنت بأن هذا الممثل هو الأنسب لهذا الدور".
وعن تشبيه قصة الكليب مع فيلم "صدى الجبل"، و"غزية" و"البرتقالة المرة" من طرف بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أكد العبديوي أن هذا دليل على أن القصة واقعية وقريبة مما تعيشه العديد من الفتيات المغربيات.