الولادة والمنشأ:
ولد عبد الجبار الوزير بدرب لڭزا قرب رياض العروس، بمدينة مراكش، سنة 1928، من أسرة متوسطة الحال، حيث كان والده يعمل إسكافيا قبل أن يتحول إلى تربية الماشية والفلاحة، ليقضي عبد الجبار طفولته بين الأحياء الشعبية للمدينة القديمة في مراكش، ويتعلم العديد من الحرف التقليدية، كصناعة الجلد والخشب.
وربما القليل من محبي الوزير يدركون أن عبد الجبار ولج عالم كرة القدم في الخامسة عشرة من عمره، بعد التحاقه بالكوكب المراكشي، سنة 1948، وهي سنة تأسيس النادي، ليلعب في فئة الفتيان كحارس مرمى.
ويذكر التاريخ أن عبد الجبار كانت له مواقف وطنية قوية إبان فترة الاستعمار الفرنسي، وزادت قوتها أيام الحماية الفرنسية، مما دفع بالمستعمر الفرنسي لاعتقاله وحبسه بسجن لعلو بالرباط، حيث كانت فرصة للوزير ليتعلم القراءة والكتابة، ويتتلمذ على يد مقاومين مغاربة كانوا معتقلين معه في نفس الزنزانة.
حياته الفنية:
بعد أربع سنوات من العمل في صفوف القوات المساعدة، قرر عبد الجبار الوزير التفرغ نهائيا للتمثيل والفن، متشبعا بفن "الحلقة " الذي تشتهر به ساحة جامع الفنا بمراكش، فتعلم فن الحكي وأصول التمثيل، قبل أن ينضم للعديد من الفرق المسرحية المحلية ويشارك معها في مسرحيات عرضت داخل المغرب وخارجه، لعل أبرزها، فرقة "الأمل" وفرقة "الأطلس" وفرقة "الوفاء" المراكشية.
وامتد مسار الفقيد الوزير الفني على مدار أكثر من 6 عقود، مكنته من تقديم عشرات المسرحيات والمسلسلات التلفزية والإذاعية، إضافة إلى العديد من الأفلام والإعلانات المغربية، ومن أبرز مسرحياته، "أنا مزاوك في الله"، و"مرض النسيان"، و"الكراب"، و التبوريدة"، وغيرها.
أما في المسلسات، فيعتبر مسلسل "إنسان في الميزان"، و"دار الورثة"، من الأعمال الفنية التي لاقت نجاحا كبيرا، إضافة إلى تميزه في أفلام طويلة كفيلم "مبروك"، و "عبدو في عهد الموحدين"، و "البراق"، وغيرها.
وبرع عبد الجبار أيضا في البرامج التلفزية، حيث اشتهر بمشاركته في برنامج "جار ومجرور"، وبرنامج "با الحنين"، والذي كان مناسبة للصلح مع الممثل عبد الله فركوس، بعد سوء تفاهم وتشنج وقع في علاقتهما.
ومسيرة عبد الجبار الوزير تميزت أيضا بعدة محطات تم تكريمه فيها، حيث حصل على مجموعة من الجوائز في العديد من الملتقيات عن مجموع أعماله، والتي كانت سلسلة "دار الورثة" آخرها.