وقالت أغوتان في تصريح حصري لـle360، إن إقدامها على هذه المبادرة الانسانية جاء عن قناعة مسبقة وتامة وبعد اشتغالها صحفيا على الموضوع وايمانها العميق بضرورة نشر الوعي بالتبرع بالأعضاء في صفوف المواطنين المغاربة لإنقاذ أرواح الآخرين، مؤكدة أن الأرقام بهذا الخصوص تبقى مخجلة في المغرب، إذ سجل في مدينة طنجة برمتها خلال سنة 2018، 22 شخصا أسماءهم بالسجل المعد لذلك، وشخص واحد في السنة الجارية قبل أن تلتحق به صحبة 9 أشخاص آخرين، ضمنهم رجلين فقط.
وأضافت مقدمة برنامج "أزمة حوار"، أن القانون في المغرب لا يتعارض مع الدين ولا مع التبرع بالأعضاء، بل يحمي ذلك ويوفر سجلا خاصا بالمحاكم في ربوع التراب الوطني من أجل تشجيع الناس على القيام بهذه الخطوة، مشيرة إلى أن المسألة تبقى موقوفة التنفيذ إلى ما بعد الوفاة حيث يمكن أنذاك للجهات المختصة التصرف في أعضائها ومنحها للمرضى المحتاجين لها، واضعة مقارنة بين المملكة ودول أخرى حيث يتم التبرع بشكل يومي وبأعداد هائلة كما هو الشأن بالنسبة للكلي والقرنية التي تُستورد من الولايات المتحدة الأمريكية مقابل مبالغ مالية طائلة.
وعبَّرت منشطة برنامج "بدون حرج" سابقا، عن سعادتها وهي تؤدي هذه الرسالة النبيلة متمنية أن لا تكون استثناء وأن يصبح التبرع بالأعضاء مسألة عادية يُقْدم عليها المغاربة من تلقاء نفسهم، مستطردة في حديثها "من أجل تنفيذ هذه الخطوة يجب أن يكون الشخص متصالحا مع ذاته ومع الموت وأن يستحضر قيم الكرم والعطاء وأن يفكر بشكل باراغماتي، بأن يضع في الحسبان أن يوما ما قد يحتاج أحد أفراد أسرته أو عائلته أو أصدقائه ومعارفه لعضو من الأعضاء البشرية فلا يجد الأطباء سوى العضو الذي سبق وأن أعلن عن نيته بالتبرع به".
وأكدت المتحدثة ذي الـ34 سنة، أنها لا تشك بتاتا في التلاعب بأعضائها بعد أن سجلت اسمها ضمن المتبرعين، مستدلة بالإجراءات القانونية المعمول بها في هذا الشأن على سبيل المثال التسجيل يكون عبر المحكمة الابتدائية وبعد الاجابة على عدة أسئلة يطرحها رئيس هذه المؤسسة القضائية، وبعد ذلك يتم التنسيق مع السلطات الأمنية والمستشفيات الجامعية الكبرى التابعة للدولة، وهذا ما يعطي الشفافية والنزاهة لهذه العملية الانسانية، على حد تعبيرها.
ودعت مقدمة الأخبار في القناة التلفزية المذكورة، عموم المغاربة إلى التبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة الآخرين هم بحاجة ماسة لعضو معين، معتبرة ذلك بمثابة واجب على الجميع وأن لا ننتظر وزارة الصحة من أجل أن تستقدم أعضاء بشرية من خارج الوطن، وهذا الأخير يعج بالأصحاء، مضيفة أن الوزارة حتى وإن وفرت التجهيزات اللازمة فلا يمكن لها أن تعمل بها إلا حينما يختار المواطنون التبرع بأغلى ما يملكون في الحياة، مؤكدة أن المشكل مجتمعي محض.
وتابعت المتحدثة أنها تمكنت من اقناع مجموعة من الصحفيين والصحفيات من ضمنهم، إلهام برادة، زميلتها في المؤسسة الإعلامية التي تشتغل فيها، وفاعلين جمعويين بالمنطقة، للتبرع بأعضائهم، فيما كانت الصدفة أن غالبيتهم نساء مما يؤكد بالملموس، تضيف، أغوتان، الأمومة والحنان والعطف الذي تتميز به النساء على حساب الرجال، داعية المجتمع المدني إلى بذل المزيد من الجهود للتوعية والتحسيس بأهمية مثل هذه المبادرات وتنظيمها على شكل جماعي لكي يكون الاقبال كبيرا.