كتبت مونيكا لوينسكي، المتدربة السابقة في البيت الأبيض، ذات الـ45 عاماً في مقال جديد على موقع Vanity Fair نُشر أمس الثلاثاء «تكفيني 20 عاماً من تحمّل هذا العبء»، وتوضح مونيكا في المقال الأسباب التي دفعتها للمشاركة في السلسلة الوثائقية، والتي تمتد لست ساعات ونصف وستعرض للمرة الأولى الأحد المقبل.
وتقول مونيكا: «أخبرني فوستر خلال أحد التسجيلات أن جميع الكتب تقريباً التي كتبت عن قضية اتهام كلينتون كتبها رجال، التاريخ يكتبه الرجال حرفياً، وفي المقابل، فإن هذه السلسلة الوثائقية لا تحوي فقط أصواتاً نسائية أكثر، بل تجسّد وجهة نظر نسائية، إذ إن ثلاثة من المحررين الأساسيين وأربعة من المخرجين التنفيذيين الخمسة، نساء» بحسب موقع USA Today الأميركي.
وتؤكد مونيكا أن أحد الدوافع الأخرى لمشاركتها في الوثائقي هو الحزن، وتقول: «الحزن على الألم الذي سببتُه للآخرين، والحزن على الحالة النفسية المحطمة التي كنت عليها قبل وخلال عملي في واشنطن، والعار الذي ما زلت أشعر به حيال ذلك، الحزن على الخيانة التي تعرضت لها أولاً من شخص كنت أظنه صديقي، ثم من رجل ظننت أنه اهتم لأمري، ثم الحزن على سنوات وسنوات ضاعت، اختُزلتُ فيها في (تلك المرأة)، كما كنت مثقلةً، باعتباري شابة صغيرة (لكم أن تتخيلوا كيف أثّر هذا كله في حياتي الشخصية والمهنية)».
تقر مونيكا بأنها تتمنى لو تمحو من ذاكرتها سنواتها في واشنطن، لكنها تدرك، كما تقول في مقالها «لكي أمضي قدماً في حياتي عليّ أن أخاطر – على كلا المستويين المهني والعاطفي، (وهي معادلة صعبة)، التنقيب في أحداث الماضي جزء أساسي من مهمة المُضي قدماً في الحياة، وهو جزء مؤلم غالباً، حين يسأل السياسيون أسئلة محرجة، عادة ما يراوغون بالقول، هذا أمر قديم، قد ولَّى ومضى زمانه، إلا أن الماضي هو بالتحديد ما علينا أن نبدأ منه لكي نعالج الحاضر».
ورغم أن مونيكا لوينسكي قدمت اعتذاراً شخصياً لهيلاري كلينتون عام 1999 في لقاء مع باربرا والترس، فهي تقول إنها لو قابلت السيدة الأولى، فستعيد اعتذارها مجدداً.
وتقول مونيكا: «سأجمع أياً كان ما أحتاجه من شجاعة لأخبرها مجدداً -بكل صدق- عن مقدار أسفي الشديد»، أما بالنسبة لمسألة ما إذا كان الرئيس السابق سيقدم لها اعتذاراً، فتقول مونيكا: «ما أشعر أنه أهم بالنسبة لي مما إذا كان كلينتون يدين لي باعتذار أم لا، هو اعتقادي بأن كلينتون يجب أن يرغب بالاعتذار لي.
وتابعت «أعني أن عدم حصولي على فعل الاعتذار ليس هو ما يشعرني بخيبة الأمل، بل شعرت بها في شخصه؛ لأنه لم يبادر بتقديم الاعتذار، باعتذاره سيصير كلينتون رجلاً أفضل… ونحن بدورنا سنصير مجتمعاً أفضل».
أصبحت المتدربة الشابة في البيت الأبيض ذات الـ22 عاما آنذاك إحدى أشهر النساء في العالم بعد العلاقة الغرامية التي جمعتها مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
وهزت العلاقة الغرامية الولايات المتحدة الأمريكية وكادت أن تودي إلى عزل الرئيس كلينتون، الذي قال في بداية القصة أنه «لم يكن لدي أية علاقة جنسية مع هذه السيدة، السيدة لوينسكي»، ولكنه عاد وصرح في وقت لاحق أنه كان بينهما بعض العلاقات الجسدية غير المقبولة.
وبعد الفضيحة الجنسية تابعت لوينسكي دراستها في جامعة لندن البريطانية وحصلت على شهادة الماجستير، ثم عملت بمجال الأزياء وصنعت مجموعة من الحقائب النسائية، ثم في عام 2014 بدأت لوينسكي بالعمل كناشطة حقوقية ضد التحرش، وإلقاء المحاضرات على جماهير النساء وتوعيتهن، كما نقلت صحيفة Gazzetta.
كما أثرت هذه القضية على علاقة بيل بزوجته هيلاري التي كانت مرشحة عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.
حيث استغل ترامب هذه المسألة عندما كانت توجه له انتقادات بسبب سلوكه تجاه النساء، ليستغل الحادثة للتذكير بأن لدى منافسته زوج ذو تاريخ حافل بالتحرش الجنسي.