لهذا السبب لم تعلق صور ترامب ونائبه في المكاتب الحكومية

DR

في 14/09/2017 على الساعة 22:02

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية،لقد تركت مسامير تعليق الصور خاوية عندما أنزل العاملون في تلك المؤسسات الصور الرسمية للرئيس السابق باراك أوباما، ونائبه جو بايدن، في 20 يناير ومنذ ذلك الحين؛ ظل العاملون الفيدراليون والزوار المارّون عبر الردهات في حيرة بشأن الصور المفقودة.

ورغم مرور 9 أشهر على توليه رسمياً منصب الرئيس، إلا أنه حتى الآن مازالت صور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونائبه مايك بنس غائبة عن آلاف مباني المحاكم الفيدرالية، والمختبرات، والمنشآت العسكرية، وموانئ دخول البلاد، وأجنحة المكاتب، والممرات، وسفارات الولايات المُتحدة الأميركية بالخارج.

فقد طلبت الوكالات الفيدرالية صور قائدهم الجديد منذ أشهر. ولكنهم قالوا إنهم في انتظار مكتب النشر الحكومي، المنوط به طباعة الصور الرسمية، ليُرسِلها كي توزَّع من قِبل إدارة الخدمات العامة، التي تمتلك أو تؤجِّر نحو 9600 مبنى فيدرالي في جميع أنحاء البلاد.

أما مكتب النشر الحكومي، فيقول إنه لم يستقبل بعد الصور من البيت الأبيض، ويقول البيت الأبيض إن الرئيس ونائب الرئيس لم يُقررا بعد متى سيجلسان من أجل هذا النوع من الصور عالية الجودة التي ينشرها مكتب النشر الحكومي، مُستمراً في اتباع تقاليد صور الرؤساء التي بدأت في أعقاب الحرب الأهلية، كما تقول الصحيفة الأميركية.

ويقول المتحدّث الرسمي باسم المكتب، غاري سومرست، في رسالة بريد إلكتروني إن "مكتب النشر الحكومي مُستعد لطبع صور الرئيس ونائب الرئيس من أجل الاستخدام الرسمي في المرافق الفيدرالية، وسنفعل ذلك بمجرّد أن تُقدّم لنا ملفّات الصور الرسمية"

وأضاف قائلاً "أنا ليس لديّ جدول زمني بشأن توقيت إرسال مكتب النشر الحكومي تلك الملفات من البيت الأبيض"

ويعد غياب الصور الرسمية من كل مكان محيّراً بالنسبة للبعض، بالنظر إلى أن شهرة الرئيس التنفيذي كانت مدفوعة بتلفزيون الواقع وأنه لم يكن أبداً متردداً في الترويج لصوره في أي وقت مضى.

وكانت بعض الوكالات مصممة على عرض صور الرئيس ترمب التي حسّنوها، إذ حمّلوا بعض الصور التي ظهر فيها الرئيس عابس الوجه -ويقول البعض إنها لم تكن محسّنة- من الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض،ويقول دوغلاس برينكلي، وهو مؤرخ رئاسي يدرِّس في جامعة رايس الأميركية وكان مُنتقداً لترمب "كنتم تظنون أن ترمب يريد نشر صورته في كافة أنحاء المباني الفيدرالية".

ويشار إلى أن صورة أوباما قد عُلِقت في الشهر الثالث من تولّيه المنصب في عام 2009، وطبع مكتب النشر الحكومي أكثر من 130.000 صورة له بثلاثة قياسات. وحوّل العاملون الصورة الرقمية من الكمبيوتر إلى لوحة طباعة، ثم إلى واحدٍ من مكابس الألوان الأربعة بمكتب النشر في نهاية المطاف.

وبحسب ما أوردت وكالة أنباء أسوشيتد برس؛ فإن صورة الرئيس بيل كلينتون الرسمية قد عُلِقت في يونيو 1993.وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض، ليندساي والترز، في بيان إن "جميع الوكالات التي طلبت صورة الرئيس قد تلقّت صورةً لتُعرض، ومازلنا بصدد إعداد الصورة الرسمية، وبمجرّد أن يتم إنتاجها سيوزّعها مكتب البيت الأبيض على جميع الوكالات الأخرى".وقالت والترز إن الوكالات قد تطلب أيضاً نسخةً من تلك الصورة، مثلما فعلت مكاتب الجمارك ومرافق حماية حدود الولايات المتحدة.

ومع ذلك، مازالت صورة الرئيس غائبة عن معظم الوكالات، حتّى في الشكل الذي يتم تحميله إلكترونياً، لا سيّما عن وزارة الخارجية، ووزارة الطاقة، ووزارة الإسكان والتنمية الحضرية، على سبيل المثال لا الحصر.

ويقول خبراء إن ذلك التقليد مازال يحمل أهمية عميقة؛ إذ يقول ماكس ستير، الرئيس والمدير التنفيذي للشراكة غير الربحية للخدمة العامة "إن الأمر ليس فقط اعترافاً بأن الرئيس هو قائد البلد بل إنه اعتراف بزعيم الحكومة أيضاً". وأضاف أن "أحد جوانب ذلك هو أن يتجلّى بشكل مادي في المباني"، بحسب الصحيفة الأميركية.

أمّا مايكل بيشلوس، وهو مؤرخ رئاسي آخر، فيرى أن الإدارة قد تحتفظ بالصور المؤقتة في موضعها كانعكاس لرؤية ترمب للبيروقراطية، إذ قال إن "هذا الفعل يقصد به، على نحو متعمّد أو لا، نقل السلطة إلى رئيس إقالات من حكومته الفيدرالية".

تحرير من طرف سعيد قدري
في 14/09/2017 على الساعة 22:02