في كل يوم تستيقظ ليلى لمباشرة عملها إلا ويزداد شغفها بالإبداع في مجال كان حكرا حتى وقت قريب على الرجال، محاولة تحدي كل الصعاب والإكراهات من أجل تحقيق أهدافها وسط تشجيعات لأسرتها الصغيرة وعائلتها الكبيرة المعروفة بتيزنيت بصياغة الفضة منذ سنين عديدة.
ليلى لا يزعجها ضجيج ورشتها اليومي ولا يشغل بالها ما يقول الآخرون عنها، تحاول قدر الإمكان التركيز على عملها وتلبية طلبات زبائنها الذين يتقاطرون عليها يوما بعد يوم ويزداد عددهم مع حلول فصل الصيف حيث تعرف المدينة إقبالا كبيرا للسياح المغاربة والأجانب.
وفي حوار مع Le360، قالت ليلى، المزدادة بمدينة تيزنيت والأستاذة في التعليم الخصوصي سابقا والحاصلة على الإجازة، إن بداياتها كانت منذ أزيد من 10 سنوات مع والدها وأفراد أسرتها الذين يمتهنون صياغة الفضة منذ سنين كثيرة، قبل أن تفكر في افتتاح ورشتها الخاصة لتجرب العمل لوحدها ووفق إمكانياتها الخاصة.
وأضافت المتحدثة أن فتح ورشتها جعلها تكتشف الصعوبات والإكراهات التي ستعترضها مستقبلا من ضمنها أن القطاع يتطلب ليس فقط مؤهلات فكرية وإبداعية وإنما مؤهلات جسمانية وقوة بدنية مقارنة مع المجالات الأخرى التي تشتغل فيها النساء، مسجلة إقبالا ملحوظا للفتيات على مجال صياغة الفضة في الآونة الأخيرة.
وعن إبداعاتها الخاصة، قالت الأبيض إنها تصنع « المجدول وحلقات الأنف » وأكسسوارات المسايرة للتطور ولرغبات الجيل الحالي وحسب ذوق أي زبون، مشيرة إلى أن تسويق منتوجاتها يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها فضاء يلجه الجميع ويعرف تفاعلا كبيرا لرواده، مضيفة أن الاشتغال في هذا القطاع يشكل مصدر قوتها اليومي ويلبي حاجياتها المتنوعة.
وعن شعورها وهي تحصل على إحدى جوائز مؤسسة محمد الخامس للتضامن، أعربت المتحدثة عن سعادتها وفرحها بهذا الإنجاز المتمثل في تبوأ المركز الخامس ضمن النساء رائدات الأعمال على الصعيد الوطني، معتبرة ما حققته تكليفا أكثر مما هو تشريف لبذل المزيد من الجهود للارتقاء بهذا المجال ولتحقيق المزيد من الطموحات على المستوى المهني.
وفي ما يتعلق بمشاركتها ضمن برنامج « صنعة بلادي »، فقد اعتبرتها لبيض تجربة ناجحة في مسارها المهني ومسألة مهمة مكنتها من الحصول على مزيد من الخبرة، واصفة ما تحقق الآن والابتسامة تعلو محياها بـ »الإنجازات المستحقة » نظير المجهود الذي تبذله في سبيل تطوير صياغة المجوهرات والحلي في الفضة التي تشتهر بها المدينة السلطانية تيزنيت.