بعد حظرها في أوروبا.. المغرب يمنع رسميا مادة مسرطنة في طلاء الأظافر

طلاء الأظافر

طلاء الأظافر

في 30/08/2025 على الساعة 13:37

ابتداء من فاتح شتنبر 2025، يدخل قرار الاتحاد الأوروبي القاضي بحظر مادة TPO (Trimethylbenzoyl Diphenylphosphine Oxide) حيز التنفيذ، بعدما تم تصنيفها ضمن المواد السامة للتكاثر والمشبوهة بتأثيرات مسرطنة. تمنح هذه المادة، التي تعتبر مكونا أساسيا في طلاءات الأظافر الشبه الدائمة والجيل UV، هذه المنتجات الصلابة واللمعان فور تعريضها لمصابيح الأشعة فوق البنفسجية. غير أن المخاطر الصحية المرتبطة بها دفعت إلى اعتماد هذا المنع الشامل، الذي قد ينعكس تأثيره أيضا على أسواق خارج أوروبا، من بينها السوق المغربية.

وفي خطوة استباقية ومواكبة للقرارات الدولية، أعلنت الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية عن حظر شامل لهذه المادة. وحسب بلاغ لوزارة الصحة والحاية الاجتماعية، توصل Le360 بنسخة منه، أعلنت الوكالة يوم السبت 30 غشت 2025، عن «منع تسويق وتصنيع واستيراد وتوزيع واستعمال المنتجات التجميلية التي تحتوي على أكسيد ثنائي الفينيل ثلاثي ميثيل بنزويل الفوسفين (TPO)».

وأوضح البلاغ أن هذا القرار يأتي إثر «تقييم معمق للمعطيات العلمية المتوفرة»، حيث تبين أن المادة المستخدمة كـ «مُبادر ضوئي» في بعض أنواع «الجل» وطلاء الأظافر التي تتصلب تحت الأشعة فوق البنفسجية، تظهر خصائص سامة مقلقة، وأن التعرض المتكرر لها قد يؤدي إلى مخاطر صحية.

وفي هذا الصدد، أهابت الوكالة بمهنيي قطاع التجميل التوقف فورا عن استخدام هذه المنتجات، كما دعت المستهلكين إلى التحقق بعناية من تركيبة المنتجات التي يستعملونها. ويأتي هذا الإجراء في إطار الدور المحوري للوكالة في ضمان سلامة وجودة المنتجات المتوفرة في السوق الوطنية وحماية صحة المواطنين.

أضرار طلاء الأظافر الشبه الدائم

أمام هذا القرار وما يطرحه من أسئلة حول انعكاساته الصحية، تواصل Le360 مع الدكتورة فاطمة الزهراء الدباغ، طبيبة الأمراض الجلدية والشعر والأظافر وطب التجميل بالدار البيضاء، للحديث عن أضرار طلاء الأظافر الشبه الدائم عند الاستعمال المتكرر.

وأوضحت الدباغ أن هذه الطلاءات قد تؤدي إلى مضاعفات جانبية تعود بالأساس إلى تقنية وضعها، منها عملية برد الطبقة السطحية للظفر والتجفيف تحت مصباح LED، إلى جانب مكوناتها الكيميائية، فضلا عن طريقة إزالتها.

ومن أبرز الأضرار الصحية التي ذكرتها الأخصائية، جفاف الأظافر وضعف بنيتها مما يجعلها أكثر هشاشة وقابلة للتكسر، إلى جانب أن عملية الإزالة المتكررة تضعف الطبقة الطبيعية للظفر. كما شددت على أن التهابات أو تحسس قد يظهران على الجلد المحيط بالظفر بسبب المكونات الكيميائية أو نتيجة الاحتكاك المتكرر.

وبخصوص مادة TPO التي حظرها الاتحاد الأوروبي، أكدت المحدثة نفسها أنها تستعمل كمحفز ضوئي في طلاء الأظافر الشبه الدائم والجيل. ورغم فعاليتها في تثبيت المادة تحت الضوء، فقد صنفتها بعض الدراسات العلمية ضمن المواد المشبوهة لاحتمال تسببها في تأثيرات مسرطنة على المدى الطويل، إضافة إلى إثارتها لحساسية الجلد والعينين.

وأشارت هذه الأخصائية إلى أن هذه المخاوف استندت إلى تقييمات من وكالات صحية مثل اللجنة العلمية لحماية المستهلكين وأبحاث متخصصة في السميات الخلوية، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى حظر جميع المنتجات التي تحتوي على هذه المادة، سواء كانت موجهة للاستعمال المهني أو المنزلي.

ولفتت الأخصائية إلى أن الخطر الأكبر يظهر عند الاستعمال المستمر والمنتظم لهذه الطلاءات، حيث تتراكم التأثيرات تدريجيا على الأظافر والجلد. ومع ذلك، قد يحدث رد فعل جلدي حاد حتى بعد الاستعمال الأول فقط لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية فردية، وهو ما قد يتجلى في شكل احمرار أو حكة أو التهاب حول الظفر.

أما عن البدائل، فأكدت الطبيبة أن السوق اليوم توفر خيارات عديدة أكثر أمانا، مثل الطلاءات الخالية من TPO، أو التركيبات المعروفة بـ« 10-free » و« vegan »، أي تلك التي تخلو من أبرز المواد الكيميائية الضارة أو الحيوانية.

ومع ذلك، أوضحت أن هذه البدائل لا تلغي تماما المخاطر المرتبطة بالتقنية نفسها، سواء من حيث برد الأظافر، أو استعمال الأشعة، أو طريقة الإزالة.

وعن دور مصابيح الأشعة فوق البنفسجية (UV) في تثبيت الطلاء، أكدت الأخصائية أن التعرض المتكرر لها، حتى لو كان لفترات قصيرة، يمكن أن يسرع شيخوخة الجلد على اليدين ويزيد من خطر ظهور التصبغات والبقع الداكنة.

كما أن هناك احتمالية حدوث حروقات طفيفة عند وضع طبقة سميكة من الطلاء أو إذا كان الجهاز قريبا جدا من الجلد. وعلى المدى البعيد، لا يُستبعد أن يشكل هذا التعرض خطرا متزايدا للإصابة بسرطان الجلد لدى النساء اللواتي يخضعن لجلسات متكررة لسنوات.

تحرير من طرف غنية دجبار
في 30/08/2025 على الساعة 13:37