واختارت الجمعية، وفق بلاغها، هذه السنة بث فيلم توعوي على منصاتها الرقمية واقتراحه على القنوات التلفزيونية، موجه إلى النساء على اختلاف فئاتهن، يدعو إلى عدم التردد في استشارة الطبيب عند ملاحظة أي علامة مقلقة، مع رسالة أساسية مفادها أن «الحياة بين يديك» وأن القرار يبدأ بالوعي والفعل.
وشدد البلاغ على أن تمكين المرأة من مراقبة صحتها يبدأ من سن 25 سنة عبر التعرف على حركات الفحص الذاتي والعلامات المنذرة، فيما يُنصح بإجراء فحص الثدي بالأشعة كل سنتين ابتداء من سن 45 سنة. وأكدت الجمعية أن الوقاية ليست مسألة خوف، بل مسؤولية شخصية وجماعية.
وفي بُعد إبداعي وإنساني، سلط البلاغ الضوء على تجربة مسرحية بعنوان «بنات دار زهور» أدتها مجموعة من المريضات والناجيات، حولن فيها الألم إلى طاقة وإبداع وتضامن، مجسدات فكرة أن المرض لا يعرّف المرأة، بل يقوّي إرادتها ويُظهر قدرتها على تجاوز المحنة.
من جهة أخرى، نبّهت الجمعية إلى أن العديد من النساء المصابات بالسرطان يفقدن وظائفهن أثناء العلاج، معتبرة ذلك «عقوبة مزدوجة» تستدعي إصلاحا في مدونة الشغل لحماية المريضات وضمان كرامتهن المهنية.
وأشارت إلى أن مكافحة سرطان الثدي ليست مسؤولية طبية فحسب، بل مسؤولية مجتمعية تتقاسمها السلطات والنقابات والمشغّلون والمواطنون.
وتنظم الجمعية طوال شهر أكتوبر سلسلة مبادرات ميدانية وتوعوية في الأحياء الشعبية ومقرات العمل، عبر ورشات للفحص الذاتي، وندوات رقمية، وكبسولات طبية وشهادات لخبيرات وناجيات، منها لقاء خاص بسرطان الثدي المنتشر يوم 25 أكتوبر.
كما تواصل «دار زهور» تقديم برامج مجانية لعلاجات الدعم تشمل الدعم النفسي، والرياضة العلاجية، والتغذية، وجلسات الاسترخاء والعناية بالذات، بدءا من لحظة التشخيص وحتى سنة بعد انتهاء العلاج، وهي مقاربة أثبتت دراسات مغربية حديثة فعاليتها في تحسين جودة الحياة وتقليل الانتكاسات.
واختتم البلاغ بنداء إلى جميع النساء بضرورة الانتباه إلى صحتهن، وإلى الأسر بمدّ الدعم والمرافقة، وإلى الأطباء بالعمل في إطار فريق متكامل، وإلى الشركات بحماية المصابات بدل إقصائهن، وإلى المسؤولين بتعزيز ولوج النساء إلى علاجات الدعم، مؤكدا أن مواجهة سرطان الثدي معركة جماعية قوامها الوعي والتضامن والأمل.




