و ترتكز هذه الفعاليات على وجه الخصوص على احترام الاستخدام العقلاني والتقيد المنتظم به من قبل المستعملات لوسائل منع الحمل، مع التأكيد في نفس الوقت على إمكانية توجيه اختيار وسائل منع الحمل هاته في كل مرحلة من مراحل الحياة (وضع مولود جديد، الرضاعة الطبيعية، المؤشرات الطبية ...).
ومع ذلك، ينبغي أن يرتكز هذا النهج الاستراتيجي على الترويج لحبوب منع الحمل ذات النوعية الجيدة. في الواقع كما هو واجب في الوقت الراهن وحتى في حالة عدم وجود إحصائيات، يتميز نموذج منع الحمل المغربي بلجوء واسع لحبوب منع الحمل.
إذ كانت العوائد الإيجابية لهذا الاستخدام لم تظهر بعد، فإن أوجه القصور ستكون على المدى الطويل. كما أن المشكل الذي يتصدر هذه القائمة هو اللجوء إلى التطبيب الذاتي دون رأي الطبيب وضرورة الخضوع لفحص سريري على الأقل، مع كلّ ما يسببه ذلك من زيادة خطر حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
و قد يُصبح الوضع أكثر مدعاة للقلق إذا كانت حبوب منع الحمل من الجيل الثالث والرابع تُعطى بشكل متزايد، أو ينصح بها من قبل مُساعد أو صيدلي بعيداً عن أي إشراف طبي و دون التأكيد على تقديم وصفة طبية، فمنذ طرح أول حبوب منع الحمل المختلطة، والتي تحتوي على الأستروجين (estrogen) والبروجستين (progestatif)في أواخر الخمسينات، حصلت العديد من التغييرات على تكوينها وعلى كميات الأستروجين والبروجستين بها للحصول على دواء قوي لمنع حدوث الحمل مع أقل نشاط أندروجيني ممكن. وبالتالي ظهرت على التوالي حبوب منع الحمل من الجيل الأول، الثاني، الثالث والرابع.
في الآونة الأخيرة، أثبتت العديد من مؤسسات الرعاية الصحية من خلال القيام بتحليلات واسعة ومعمقة حول إعادة تقييم نسبة الفوائد/المخاطر لدى النساء اللواتي يستعملن وسائل منع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم من الجيل الثالث والرابع واللواتي قد يتعرضن لمخاطر كبرى. لذلك تدعو الهيئات الصحية الدولية مثل الوكالة الوطنية للأمن الدّوائي (ANSM)، الهيئة العليا للصحة (HAS) ووكالة الأدوية الأوروبية (PRAC EMA - ) بشكل منهجي إلى وصف حبوب منع الحمل من الجيل الثاني للنساء المعنيات بالأمر.