ووافق المشاركون البالغ عددهم 493 على سحب عيّنة دم لقياس مستويات السكر والكولسترول، إلى جانب قياس ضغط الدم وتقييم عاداتهم الشخصيّة وصحّتهم العقليّة، وفقاً للدراسة.
النتائج:
الصحة القلبيّة للنساء اللواتي كنّ أكثر سعادة في علاقاتهن أفضل، وتنخفض لديهنّ مستويات ضغط الدم والكولسترول. ويعانين أيضا من قدر أقلّ من الغضب والاكتئاب، كما أظهر البحث.
ويشير الباحثون إلى أنّ عدّة عوامل تسهم في ذلك، بما في ذلك الدعم العاطفي والعزلة الاجتماعيّة الأقل. أيضاً، فإنّ الزوج الجيّد أو الزوجة الجيّدة، قد يشجّعان بعضهما على العناية بأنفسهم على نحو أفضل، وتجنّب السلوكيّات الخطرة.
لطالما قيل أنّ الزواج القوي مفيد للقلب. ولا أحد يقول أنّ الزواج السيء مفيد للمرء. إلا أنّ الأدلّة تتزايد على أنّ الزواج الجيّد يسهم في صحّة الجسم أيضاً.
لمصلحتك، اختاري شريكاً حيّ الضمير، وربما مصاباً بالقلق العصابي أيضاَ
الضمير الحي في المرء هو شيء جيّد في الشريك، كما يقول الباحثون، ليس فقط لأنّه من الأسهل العيش مع شخص يغسل الصحون دون أن يُطلب منه ذلك، بل أيضاً لأنّ الشريك ذا الضمير الحي قد يكون جيّداً لصحتك أيضاً. وقد وجدت الدراسة أيضاً، التي شملت أشخاصاً بالغين فوق سن 50، أنّ النساء، ولكن ليس الرجال، يحصلن على فوائد صحيّة إضافيّة حين يتزوّجن شخصاً حيّ الضمير ومصاباً بالقلق العصابي.
وهذا هو أوّل تحليل واسع النطاق لما يسمّيه المؤلّفون "تأثير الضمير التعويضيّة"،أي تحسّن الحالة الصحيّة التي يشير إليها أولئك المتزوجون بأزواج ذوي ضمير حي.
فالأشخاص ذوو الضمير الحي أكثر تنظيماً ومسؤوليّة، ويميلون للوفاء بالتزاماتهم والسيطرة على نزواتهم واتّباع القواعد. بينما يميل الأشخاص العصابيّون إلى أن يكونوا أكثر مزاجيّة وقلقاً.
ويعرّف الباحثون منذ التسعينات أنّ الأشخاص ذوي الضمير الحي يعيشون فترة أطول من الأشخاص الذين ليسوا كذلك. فهم أكثر احتمالاً لممارسة التمارين الرياضيّة، وتناول الأغذية المغذيّة، والالتزام بتناول الفيتامينات والأدوية، وأقل احتمالاً للتدخين أو تعاطي المخدّرات أو المجازفة، وكل هذا قد يفسّر كونهم يتمتّعون بصحّة أفضل. ويميلون أيضاً لإقامة علاقات أكثر استقراراً من الأشخاص الأقلّ أخلاقيّة.
متى يجب أن يحصل زوجان غير سعيدين على الطلاق؟
يشير الباحثون إلى أنّ 86 % من الأشخاص المتزوجين، الذين صنّفوا زواجهم بأنه غير سعيد، والذين ظلّوا معاً، قالوا أنّ زواجهم تحسّن بعد ذلك بخمس سنوات.
ولكن ماذا لو ظلّوا يشعرون بالتعاسة؟ يفيد الباحثون إلى أنّ هناك فرقاً بين الشعور بالتعاسة في الزواج، الذي هو على الأرجح لا يضرّ الأطفال، وبين كون الزواج يتّسم بالنزاع والشجار والعدائيّة. وقد ربطت الدراسات التي تربط نتائج الأطفال السلبيّة بالطلاق، والتي وجدت نتائج سلبيّة حين يظلّ الأطفال في منازل تسودها النزاعات، صحّة الأطفال وسعادتهم بهذه الأنواع من المؤشّرات.
وهنا لا بدّ من نسأل أنفسنا: كم عدد الزيجات إذن التي تتّسم بهذا النوع من النزاعات المتكرّرة، من النوع الذي يجب إنهاؤه من أجل سعادة الأطفال؟
الطلاق في هذه الحالة، لا يساعد كثيراً. فالأمّهات المطلّقات يشرن إلى أنّهن يشعرن بضغوط وتوتّر أكبر، باعتبارهنّ أمهات عازبات مقارنة بالمتزوّجات، ويذكرن غالباً "النزاعات المستمرّة مع الزوج السابق"، باعتبارها أحد أكبر العوامل التي تسبّب لهنّ التوتر. وهنّ يشعرن كمجموعة أنهنّ أقلّ فعاليّة كأمّهات، ويجدن صعوبة أكبر في جعل أطفالهنّ يستمعون إليهنّ.