أو لعلك تحلم بأن تُقيّد إلى أعمدة السرير فيما القيود لا تندرج ضمن أحلام الشريك الجنسية، وعلى الرغم من أن الحياة الجنسية المرضية تلعب دوراً هاماً في ضمان السعادة ضمن العلاقة، إلا أن الجنس يمكن أن يشكّل أيضاً أحد أصعب المسائل التي ينبغي مناقشتها في علاقات الحب، يختلف الشريكان المتحابان على موعد ممارسة الحب، وعلى عدد المرات التي يمارسان فيها الحب وعلى ما يمكن أن تتضمنه العلاقة الجنسيةـ إذا كانت اهتمامات الحبيبين الجنسية متباينة فما الذي يمكن أن يفعلاه؟
تشير دراسة أجريت أخيرا إلى أن تغيير العادات الجنسية أحياناً أو إجراء تعديلات جنسية من أجل الشريك يمكن أن يفيد العلاقة، وسأل الباحثون تحديداً المشاركين في الدراسة إن كانوا يجرون غالباً تغييرات جنسية من أجل الشريك، هل يمارسون الجنس مثلاً أكثر مما يرغبون فعلاً أو يعتمدون أساليب لا يعتبرونها مفضّلة لديهم، وما هو شعورهم حيال هذه التغييرات.
تبيّن أن شركاء الأشخاص الذين أبدوا استعداداً لإجراء التغييرات غالباً راضون عن علاقاتهم أكثر من سواهم، كما أن الأشخاص الذين أبدوا ايجابية أكبر حيال تغيير عاداتهم الجنسية يشعرون بسعادة أكبر في علاقاتهم وينطبق هذا على شركائهم الذين تبيّن أنهم يشعرون بسعادة أكبر من سواهم.
وأشار كافة المشاركين في الدراسة إلى مستوى الحميمية الحالي في علاقاتهم، إدراكهم مثلاً إلى عدد المرات التي يقدم فيها الشريك على احتضانهم، تقبيلهم أو معانقتهم، ولعل الأمر المثير للاهتمام هو أن الإقدام غالباً على إجراء تغييرات جنسية من أجل الشريك أفاد بشكل خاص الأشخاص الذين لاحظوا تدني مستويات العاطفة عند شركائهم.
يبدو أن إجراء المزيد من التغييرات الجنسية من أجل الشريك في العلاقات التي تفتقر إلى العاطفة الجسدية الأمر الذي يرتبط عادة بتراجع الرضا عن العلاقة، يمكن أن يحمي العلاقة من الآثار السلبية الناجمة عن نقص العاطفة الجسدية، ويمكن لإجراء المزيد من التغييرات الجنسية من أجل الشريك أن يولّد فرصاً إضافية لاستعادة الحميمية في العلاقة وهو أمر حيوي جداً في العلاقات التي تفتقر إلى العاطفة والحنان.
لا توضح هذه النتائج فائدة إجراء تغيير جنسي من أجل الشريك، ولعل الأشخاص الذين يجرون تغييرات جنسية غالباً يمارسون الجنس أكثر ما يولّد شعوراً بالرضا عن العلاقة، ولعل الانسان يشعر بالجهود التي يبذلها الشريك لتلبية حاجاته الجنسية فيشعر برضا أكبر عن العلاقة لأن الشريك يبذل هذه الجهود.
في كلا الحالتين، تُقدّم هذه النتائج دليلاً إضافياً على أن العلاقات العاطفية تستفيد من نقاط ثلاث هي حسن ممارسة الجنس والقدرة على تخصيص الوقت الكافي للشريك، وإمتاعه والمشاركة في اللعبة ضمن حدود العقل، وتشير إلى أنك تستطيع أن تبذل بعض الجهد من أجل الثنائي وتمارس الحب في الصباح بين الحين والآخر حتى وإن كنت تفضّل ممارسة الحب في المساء.