وخلال المؤتمر الجهوي السابع للحزب بجهة سوس ماسة، قال بنكيران موجها كلامه للأسر المغربية: « شجعوا بناتكم على الزواج، فإذا تقدم إليهن من يعتبر مقبولا إلى حد ما، فتوكلوا على الله، ولا تتركوه يفلت».
وأضاف: «أما أن تظل الفتيات يقلن: حتى نكمل دراستنا وحتى نشتغل، فذلك لا ينفع. لا دراسة ولا شيء آخر سيجدي نفعا، فإذا فاتهن الزواج، سيبقين وحدهن، كطائر بلارج (اللقلاق) التائه».
وسرعان ما أثارت هذه التصريحات موجة من الاستياء في أوساط المجتمع المدني والإعلامي، حيث اعتبرتها جمعية التحدي للمساواة والمواطنة «مسيئة لكرامة المرأة المغربية، وتنطوي على تصور رجعي يقلل من قيمة التعليم والعمل»، محذرة من تبعات الترويج لخطابات تقليدية تتعارض مع مسار التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء.
وفي بيان توصل le360 بنسخة منه، شددت الجمعية على أن «تصريحات بنكيران تمثل انتكاسة فكرية تتنافى مع الدستور المغربي، الذي ينص في الفصل 19 على المساواة بين الرجل والمرأة في كافة الحقوق، كما تتجاهل الجهود الوطنية في النهوض بالمرأة وتمكينها من أدوارها في الحياة العامة».
أكد البيان ذاته أن « الزواج خيار شخصي وليس معيارا لقيمة المرأة، وأن النساء المغربيات أثبتن حضورا قويا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن الدولة ملزمة بحمايتهن من هذه الخطابات الماضوية».
وبدورها ردت الصحفية لماء البكري، مقدمة برنامج « قهوة الصباح » على إذاعة ميد راديو، على بنكيران، حيث وجهت خلال إحدى فقرات البرنامج رسالة مطولة لرئيس الحكومة الأسبق، قائلة: « لم أتزوج بعد، ليس عجزا ولا انتظارا لرجل يمنحني اسما، بل لأنني أرفض أن أقبل بأقل مما أستحق. كرامتي ليست في الزواج بل في علمي ونجاحي ومحبة الناس ورضا والدي عني« .
واعتبرت البكري أن تشبيه بنكيران للنساء غير المتزوجات بـ« بلارج » يمس من كرامتهن وإنسانيتهن، متسائلة: «هل تقبل أن تزوج ابنتك لأي رجل كيفما كان فقط ليقال إنها متزوجة؟ إن كنت لا ترضى هذا لابنتك، فلماذا توجهه لبنات المغرب؟».
وأضافت في مداخلتها الغاضبة: «المرأة المغربية اليوم ليست في حاجة إلى مباركة من أحد، بل إلى اعتراف بقيمتها وقدرتها على اتخاذ قراراتها بنفسها، في زواجها أو مسيرتها».
وتعيد هذه التصريحات إلى الأذهان مواقف سابقة لبنكيران أثارت أيضا جدلا واسعا، خصوصا حين صرح في البرلمان سنة 2014 بأن «خروج النساء للعمل أطفأ دفء البيوت»، واصفا الأمهات (ربات البيوت) بـ«الثريات» التي كانت تمنح البيوت حنانها، وهو ما رأته العديد من الجمعيات إهانة غير مباشرة للنساء العاملات.



