استطاعت حنان أبناي، ابنة قرية إمسوان البعيدة عن مدينة أكادير بحوالي 95 كيلومترا، اقتحام مجال سياقة حافلات النقل الحضري بأكادير كأول امرأة تلج هذه القلعة التي احتكرها الرجال، مؤكدة جدارتها واستحقاقها لهذه المهنة التي أصبحت مصدر قوت عيشها اليومي.
وفي حديث مع مراسل Le360، قالت حنان البالغة من العمر 32 سنة والمتحدرة من جماعة إمسوان التابعة لإقليم أكادير إداوتنان، إن فكرة ولوج هذا الميدان بدأت حينما حصلت على رخصة السياقة من نوع B سنة 2007 ونوع D سنة 2015 قبل أن تنجح في امتحان الكفاءة المهنية لتحصل على البطاقة المهنية بأحد مراكز التكوين بأكادير.
وأضافت المتحدثة، وهي أم لطفلة، أن اختيارها هذا نابع أيضا عن قناعتها وايمانها بنجاحها في هذا الميدان، الذي كان حتى وقت قريب حكرا على الرجال، مشيرة إلى أنها وضعت سيرتها الذاتية لدى شركة ألزا للنقل الحضري بأكادير أملا في الحصول على عمل، وهو ما تحقق حينما تمت المناداة عليها لتجتاز اختبارا أوليا بنجاح، قبل أن تخضع لتكوين مستمر شامل مقدم من طرف الشركة المذكورة.
العمل اليومي لهذه المرأة حسبها يبدأ على الساعة السادسة صباحا، حيث تلتحق بمقر الشركة والقيام بالإجراءات المنصوص عليها من قبيل معاينة الحافلة التي ستقودها والتأكد من سلامتها قبل أن تتولى سياقتها في اتجاه عملها الذي يستمر إلى غاية الواحدة زوالا، مؤكدة أن الشركة تفهمت وضعيتها الاجتماعية باعتبارها أم لطفلة ووضعت لها برنامجا يوميا مناسبا يمكنها من التوفيق بين العمل المهني والعائلي على أكمل وجه.
وبخصوص التحديات التي تواجهها يوميا في العمل، أكدت المتحدثة أنها تتلخص في بعض المواقف التي تقع بينها وبين الزبائن أو مستعملي الطريق، الذين لا يحترمون الحافلة بحكم حجمها الكبير وأيضا الازدحام المتعمد أحيانا من طرف بعض سائقي السيارات أو الدراجات النارية، داعية الجميع إلى الانتباه إلى هذا الأمر وتفهم ذلك من أجل سلامة الركاب.
ودعت أبناي نساء المغرب إلى ولوج جميع المجالات وإظهار كل القدرات والمؤهلات التي تتوفرن عليهن لإثبات مكانتهن وإبراز دورهن في المجتمع ولتغيير النظرة الدونية التي ينظر بها البعض للمرأة، مشددة على أهمية ذلك في وضع حد للسيطرة الذكورية في عدد من القطاعات.