أثار خبر حمل الفنانة المغربية لطيفة رأفت، في عمر 53 سنة، لغطا كبيرا لدى البعض، خاصة الذين يعتقدون أن النساء لا يمكن أن ينجبن بعد تجاوز سن الخمسين، فبينما شكك البعض شكك في صحة الخبر، ظل آخرون يقدمون "تفسيرات" حول الطريقة التي حملت بها الفنانة الشهيرة، وأغلبهم ادعى بأنها استعملت تقنية تلقيح البويضة.
في معرض تفسيرها لهاته الحالة، قالت الدكتورة غيتة قباج، أخصائية في أمراض النساء والتوليد بمدينة الدار البيضاء، إن «سن اليأس يبدأ لدى نساء المغرب في سن 51 سنة، وهو المعدل الطبيعي في المملكة. غير أن الطبيبة استدركت، في تصريح لـLe360، أن هاته القاعدة لا تسري على جميع النساء: «ليست كل النساء يسري عليهن هذا المعدل، فهناك نساء يبدأ عندهن سن اليأس في أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات، في حين أن هناك نساء يبدأ سن اليأس لديهن في 55 أو 56 سنة».
وتابعت المتحدثة قائلة: «سن اليأس لدى النساء يختلف من امرأة إلى أخرى، حيث أن هناك من يبدأ لديهن في منتصف الثلاثينات أو بداية الأربعينات، وهو أمر غير طبيعي تحكمه عدة عوامل من بينها عوامل وراثية أو بسبب تعاطي بعض النساء للسجائر، وأيضا بسبب البيئة المحيطة والتي أصبحت ملوثة، إلى جانب الأطعمة والمشروبات المعدلة أو المليئة بالمواد الحافظة وغيرها».
وأضافت الطبيبة غيتة قباج: «في المقابل، هناك نساء يتأخر لديهن سن اليأس حيث يصلن إلى منتصف الخمسينات ويحتفظن بالدورة الشهرية، وهو ما يخول لهن الحمل في سن متأخرة، وهو أمر طبيعي جدا وليس بالشيء الغريب، والمعلومة التي يتم تداولها بخصوص أن سن اليأس يبدأ في منتصف الأربعين غير صحيحة بالمرة».
وعن الحمل في سن الخمسينات قالت: «إن الحمل في هذا السن ممكن وإن كان نادرا، وليست كل النساء محظوظات في هذا الأمر، لكن ما دامت المرأة لم تدخل بعد في سن اليأس، وما يزال لديها نشاط الإباضة مستمرا فبإمكانها الحمل، وليست بالمسألة المستحيلة، وكثيرة هي الحالات التي تم تسجيلها لنساء حملن بعد سن الخمسين وتم توليدهن».
من جانب آخر، أكدت الدكتورة أن الأمر لا يخلو من الخطورة، حيث أوضحت: «حقيقة أن المرأة بإمكانها الحمل في منتصف الأربعينات والخميسنات، لكن هذا الحمل لا يمكن أن يخلو من بعض المخاطر، ليس مائة بالمائة طبعا، لكن نسبة مشاكل الحمل يمكن أن ترتفع مع ارتفاع سن المرأة».
وعن المشاكل التي يمكن أن تصادفها المرأة الحامل في سن متأخر، قالت: «يمكن أن تعاني المرأة من مشكلة العروق أو ضغط الدم الذي بإمكانه أن يرتفع أثناء الحمل، أو من مشكلة تشوهات الجينات التي يمكن أن ترفع مع السن، إلى جانب ارتفاع نسبة تعرض المرأة إلى الإجهاض، لكن ليس معنى ذلك أن كل النساء اللواتي يحملن في سن متأخرة معرضات لهذا الأمر، فهناك فحوصات تظهر للطبيب نسبة هذه الخطورة وتساعده على حماية الأم والجنين».
