"مي كلثومة" في حديثها مع موفد le360، حكت عن تجربتها المريرة بمدينة سلا قبل أن تحط الرحال بمعية أبنائها الثلاثة بمدينة الدشيرة التابعة لعمالة انزكان آيت ملول، من أجل ضمان قوت يومي، مؤكدة أن الساكنة المحلية استقبلتها بحرارة ورحبت بها لحراسة مربد خاص بالسيارات ومحلات تجارية محاذية، كأول امرأة بأكادير الكبير تلج هذا الميدان الذي كان حكرا حتى وقت قريب على الرجال.
تلتحق "مي كلثومة" كما يحلو لأهل الدشيرة مناداتها، بعملها في الساعة السابعة مساء لتحرس سيارات الساكنة وزوار أشهر شارع بالمدينة، إلى حدود الثالثة صباحا وفي فصل الصيف تستمر مغامرتها الليلية إلى الساعة الخامسة والنصف صباحا، وجدت صعوبة كبيرة في التأقلم مع الوضع خصوصا وأن القاطنين بالمنطقة لم يعهدوا على امرأة أن تحرس ممتلكاتهم لكن تقبلوا الفكرة بعد مرور شهور لتجد "مي كلثومة" ضالتها وتستقر مع أبنائها.
شهرتها بموقع لابيركولا دفعت العديد من زبنائها إلى التعاطف معها ومساندتها في محنها، فيما اختار آخرون تزكية وجودها بتوقيع عريضة يؤكدون فيها موافقتهم على استمرارها في العمل الشيء الذي تفاعلت معه السلطات المحلية بايجابية، مما أثلج صدر "مي كلثومة" وجعل ظروفها القاسية مجرد سحابة عابرة وبمثابة مشجع لمواصلة المسير من أجل تحقيق طموحات أولادها.
وعن كيفية موافقتها للعمل مع الواجبات المنزلية، قالت "العين التي لا تنام" إنها تزاوج بين العمل في المنازل نهارا قبل أن تلتحق ليلا بالمربد الخاص بها، بينما تحاول قدر الامكان توفير كل ما يحتاجه أبناؤها وعدم تحسيسهم بالفراغ الذي قد ينتج عن غيابها اليومي عن المنزل، مشيرة إلى أن المرأة المغربية لا تزال تعاني من التمييز في العديد من القطاعات لكن بالمقابل عبرت عن تفاؤلها اتجاه مستقبل المرأة في ظل القوانين الجديدة التي تضمن حقوقها وتراعي مكانتها وتحميها من أي اعتداء كيفما كان.
ومن جانبها أكدت الساكنة في تصريحات مختلفة لـle360، عن اعتزازها بـ"مي كلثومة" ومساندتها لها في جميع الأحوال، مطالبة باعطاء المزيد من الحقوق للنساء ونحن على أبواب اليوم العالمي للمرأة المصادف لـ08 مارس من كل سنة، مضيفة أن ما تحقق في الجانب القانوني لا يزال محتشما بالمقارنة مع دول أخرى خاصة الأوروبية، مطالبة بالسعي من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين في جل المجالات خدمة للوطن، على حد تعبير المصدر ذاته.