واستند الفريق في دراسته إلى بيانات ضخمة من بنك «يو.كيه بيوبنك» البريطاني، الذي يضم معلومات صحية وجينية لأكثر من نصف مليون شخص، حيث أظهرت التحليلات أن الأشخاص الأكثر عرضة وراثيا لانفصام الشخصية يميلون إلى امتلاك شبكية عين أقل سماكة.
ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف يعزز فرضية أن شبكية العين، باعتبارها امتدادا مباشرا للجهاز العصبي المركزي، يمكن أن تعكس التغيرات التي تطرأ على الدماغ، مما يجعل فحصها وسيلة واعدة لرصد علامات مبكرة لبعض الاضطرابات العقلية.
ومن خلال تقنية «التصوير المقطعي للترابط البصري» OCT، وهو فحص غير جراحي يستخدم الموجات فوق الصوتية، يمكن قياس سمك الشبكية بدقة خلال دقائق، مما يفتح الباب أمام اعتماد العين كنافذة لتشخيص مبكر لانفصام الشخصية.
ولم تغفل الدراسة أيضا دور الالتهابات العصبية المرتبطة بالعوامل الوراثية، والتي قد تؤدي بدورها إلى تغييرات في شبكية العين، ما يعزز الصلة بين صحة الدماغ وصحة البصر.
وقال الباحث فين رابي، المشرف على الدراسة، إن هذه النتائج قد تمهد الطريق لعلاجات مستقبلية تستهدف الالتهابات العصبية كوسيلة للوقاية أو الحد من تطور أعراض الانفصام، مشيرا إلى أن مزيدا من الأبحاث ضروري لتأكيد هذه العلاقة وفهم آلياتها بشكل أدق.




