فيديو: موجة حر قياسية تشعل حرائق أوروبا.. قتلى وإجلاء الآلاف وسط إنذارات قصوى

حرائق غابات (أرشيف)

حرائق غابات (أرشيف)

في 13/08/2025 على الساعة 11:47

تعيش القارة الأوروبية صيفا استثنائيا، حيث أحكمت موجة حر خانقة قبضتها على مساحات واسعة، متسببة في حرائق مدمرة اجتاحت إسبانيا وفرنسا والبرتغال واليونان والبلقان، وأجبرت عشرات الآلاف على الإجلاء، وسط سقوط قتلى وإصابات، وتحذيرات قصوى من استمرار درجات الحرارة القياسية.

حرائق مميتة في إسبانيا

في شبه الجزيرة الأيبيرية، التي تشهد عشرات الحرائق المتفاوتة الشدة، قُتل رجل في بلدة تريس كانتوس شمال مدريد بعدما التهمت النيران أكثر من 1500 هكتار، فيما لقي متطوع آخر مصرعه في منطقة ليون أثناء محاولته إخماد حريق. وأصيب آخرون بحروق متفاوتة الخطورة.

ودفعت السلطات بوحدة الطوارئ العسكرية، المؤلفة من نحو ألف جندي، للتعامل مع الكارثة، بينما اضطر أكثر من 6 آلاف شخص لقضاء الليل خارج منازلهم قبل أن يعود معظمهم لاحقًا. وفي الأندلس، اندلع حريق قرب طريفة مساء الإثنين، استدعى إجلاء مئات السكان «في وقت قياسي» قبل السماح لغالبيتهم بالعودة صباح الثلاثاء.

كما أُخليت قرى عدة في منطقة «لاس ميدولاس» المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، في وقت لا تزال الحرائق مستعرة قرب مدينة سامورا، فيما شهدت مقاطعة أفيلا توقيف رجل بتهمة إشعال حريق أتى على 2200 هكتار.

البرتغال واليونان في مواجهة ألسنة اللهب

في البرتغال، حيث سُجلت درجات حرارة قياسية بلغت 46.6 مئوية في مدينة «مورا»، يكافح أكثر من 700 عنصر إطفاء مدعومين بوسائل جوية الحريق الأكبر في وسط البلاد، فيما يسابق السكان الزمن لري الأراضي حول منازلهم. وقد أودت موجة الحر هناك بحياة مئات الأشخاص، معظمهم من كبار السن، في واحدة من أسوأ موجات الحر منذ عقود.

أما اليونان، فطلبت مساعدة عاجلة من الاتحاد الأوروبي لمواجهة أكثر من 100 حريق تغذيها الرياح العاتية والجفاف، أبرزها في جزيرة زاكينثوس السياحية وغرب البلاد، حيث تم إخلاء نحو 20 قرية في منطقة أخايا بالبيلوبونيز.

تحذيرات قصوى في إيطاليا وفرنسا

في إيطاليا، فُرض أعلى مستوى من التحذير من الحر في 11 مدينة، بينها روما وميلانو وتورينو. وفي فرنسا، سُجلت «أكبر حرائق منذ نصف قرن» في منطقة الأود (Aude)، حيث أتت النيران على مساحات تعادل حجم مدينة باريس تقريبًا، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير منازل. وأعلنت حالة تأهب حمراء في عدة مناطق بالجنوب الغربي والوسط الشرقي للبلاد، وسط مخاوف من تجدد الحرائق مع استمرار الموجة الحارة.

البلقان تحت النار

في ألبانيا، سُجلت 14 بؤرة حريق نشطة، بينما تواصلت النيران في كرواتيا ومونتينيغرو، حيث لقي جندي مصرعه وأصيب آخر بانقلاب خزان مياه أثناء مكافحة الحرائق شمال العاصمة بودغوريتسا. أما كوسوفو، فسجلت أعلى درجة حرارة في تاريخها بلغت 42.4 مئوية.

تغير مناخي وجفاف تاريخي

وفق خبراء الأرصاد، فإن ما يحدث يعود إلى «قبة حرارية» مستقرة فوق أوروبا، مع تفاقم آثار التغير المناخي الذي يزيد من وتيرة موجات الحر وشدتها. أكثر من نصف القارة يعاني من الجفاف، خاصة في حوض المتوسط، ما يوفر الظروف المثالية لاشتعال الحرائق وانتشارها بسرعة. وفي بريطانيا، حذرت وكالة البيئة من نقص المياه في إنجلترا، ووصفت الوضع بأنه «مسألة ذات أهمية وطنية».

أرقام مقلقة

منذ بداية العام، احترق في أوروبا أكثر من 230 ألف هكتار من الغابات، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف المعدل المسجل العام الماضي. وارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة والحرائق إلى المئات، فيما لا تزال التحذيرات قائمة من استمرار هذه الظروف الاستثنائية حتى الأسبوع المقبل على الأقل.

تحرير من طرف Le360 / وكالات
في 13/08/2025 على الساعة 11:47