بالصور: منها الجزائر العاصمة.. قائمة أسوأ مدن إفريقية وعالمية من حيث جودة عيش المغتربين

الجزائر العاصمة

في 01/07/2024 على الساعة 10:54

في التصنيف السنوي الجديد الذي تصدره «ذي إيكونوميست» حول جودة العيش في 173 مدينة حول العالم، تتذيل أربع دول إفريقية الترتيب باعتبارها أسوأ المدن من حيث جودة العيش بالنسبة للمغتربين. ويستند هذا التصنيف على ثلاثين معيارا. العاصمة الجزائرية تعد من أسوأ مدن العالم بالنسبة للمغترب بجانب عواصم دول تعيش حروبا.

ما هي المدن التي يمكن العيش فيها وتلك التي لا يصلح العيش فيها بالنسبة للمغتربين في العالم خلال سنة 2024؟ قدمت مجلة «ذي إيكونوميست إنتلجنس يونيت»، التابعة لمجموعة ذي إيكونوميست، وهي مكتب بريطاني متخصص في دارسة العديد من الظواهر العالمية، والذي ينشر التقرير العالمي عن جودة العيش «The Global Liveability Index 2024»، إجابة عن هذا السؤال في تصنيفها السنوي للمدن التي يحلو العيش فيها.

ويقيم هذا التقرير صلاحية مدن العالم للعيش فيه بناء على مجموعة من 5 معايير رئيسية: الاستقرار (مستوى الجريمة والنزاع)، والرعاية الصحية (توافرها وجودتها)، والعوامل البيئية والثقافية (المناخ، والفساد، والقيود الاجتماعية والدينية، والمؤسسات الثقافية والرياضية والتجارة والخدمات...)، والتعليم (إمكانية الولوج إلى المؤسسات العامة والخاصة وجودتها) والبنيات التحتية (الطرق والنقل العام والماء والسكن والطاقة وجودة الاتصالات).

بالنسبة لنسخة 2024، قامت المجلة بدراسة 173 مدينة في خمس قارات بناء على مجموعة من ثلاثين مؤشرا مجتمعة في خمسة معايير. هناك العديد من العوامل التي تلعب دورا في جعل إقامة المغترب في بلد ما ممتعة.

بالنسبة لكل فئة، يتم تنقيط كل مدينة على سلم من 1 إلى 100. وأوضحت «ذي إيكونوميست إنتلجنس» قائلة: «يتم تصنيف المؤشرات على أنها مقبولة، يمكن تحملها، غير مريحة، غير مرغوب فيها، أو لا يمكن تحملها. ويتم بعد ذلك ترجيحها للحصول على نتيجة، حيث تعني 100 أن صلاحية العيش في المدينة مثالية و1 تعني أن العيش فيها لا يطاق. بالنسبة للمتغيرات النوعية، يتم منح «نقطة EIU» بناء على رأي محللي الدول الخبراء الداخليين ومراسل ميداني مقيم في كل مدينة. بالنسبة للمتغيرات الكمية، يتم حساب النتيجة بناء على الأداء النسبي للموقع باستخدام مصادر معطيات خارجية».

في سنة 2024، تحسن متوسط النتيجة في 173 مدينة تمت دراستها إلى 76.1/100، على الرغم من النزاعات والاضطرابات المدنية وأزمات السكن التي أثرت على العديد من المدن...

وعلى المستوى العالمي، فإن فيينا (النمسا) بحصولها على درجة 98.4 من 100، ترتقي إلى قمة المدن العالمية التي يحلو العيش فيها. وتلي العاصمة النمساوية كل من كوبنهاجن (الدانمارك)، وزيورخ (سويسرا)، وملبورن (أستراليا)، وكالغاري (كندا).

أما أسوأ مدينة في العالم حيث لا يطاق العيش فيها هي دمشق، عاصمة سوريا، وهي دولة تعرف حربا أهلية منذ حوالي خمسة عشر عاما.

أسوأ مدن العالم غير الصالحة للعيش

وفي القارة الإفريقية، توجد الغالبية العظمى من المدن الإفريقية في أسفل الترتيب. غير أن أربع مدن إفريقية توجد ضمن قائمة 10 مدن لا يحلو العيش فيها.

ويتعلق الأمر بطرابلس (ليبيا)، التي تحتل المرتبة 172 عالميا، وقبل الأخيرة في عالم المدن التي لا يصلح العيش فيها، خلف الجزائر العاصمة، المرتبة 170 عالميا بنتيجة 42.0/100، تليها لاغوس (نيجيريا)، وهراري (زيمبابوي).

وإذا كانت طرابلس تتأثر بعدم الاستقرار الذي تعيشه البلاد منذ ما يقرب من 15 عاما، فإن الجزائر العاصمة، من ناحية أخرى، لا تتأثر بعدم الاستقرار، كما هو الحال بالنسبة لدمشق (سوريا) وطرابلس (ليبيا)، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان تتقدمان على الجزائر في ترتيب 173 مدينة في العالم.

وتواجه العاصمة الجزائرية عدة صعوبات تجعل العيش فيها صعبا بالنسبة للمغتربين. وهكذا، حصلت الجزائر على نتيجة 35/100 بالنسبة لمعيار الاستقرار، و50/100 للصحة، و45.4/100 للثقافة والبيئة، و58.3/100 للتعليم، و30.4/100 للبنيات التحتية. بمعنى أن الجزائر العاصمة لا تزال تواجه تحديات هائلة في أفق تحسين نوعية عيش سكان المدينة وجذب المغتربين.

ولهذا السبب، فضل الإعلام الجزائري تجاهل هذه الدراسة التي تظهر مرة أخرى فشل النظام السياسي-العسكري الذي يدبر شؤون البلاد. وإلا فكيف يمكننا أن نفهم أن الجزائر أصبحت أسوأ مدينة في العالم حيث لا يصلح العيش فيها، خارج عواصم الدول التي تشهد نزاعات (دمشق في سوريا وطرابلس في ليبيا).

تحرير من طرف كريم زيدان
في 01/07/2024 على الساعة 10:54