الطوابير أضحت روتينا يوميا لدى المواطن الجزائري، حيث يعاني هذا الأخير الأمرين من أجل الحصول على بعض المواد الأساسية المدعومة كالزيت والحليب والدقيق. وذلك رغم الإعلانات التي تنشرها السلطات الجزائرية عبر القنوات الرسمية بشأن توفر هذه المواد في السوق.
وحسب مقاطع فيديو انتشرت عبر «الويب الجزائري»، نهاية الأسبوع المنقضي، فإن آلاف الجزائريين، رجالا ونساء وأطفالا، يصطفون في طوابير طويلة منذ الساعات الأولى للصباح للحصول على بعض السلع، التي تبدو بديهيا سهلة المنال في دول مجاورة للجزائر.
وتداول ناشطون جزائريون مقطع فيديو من مدينة باتنة يظهر مواطنين في طابور طويل يمتد لمئات الأمتار، وذلك في سبيل الحصول على بعض السلع المدعمة.
وفي تعليق على هذا الفيديو، قال وليد كبير، الناشط السياسي الجزائري، «طابور خرافي بمدينة باتنة شرق الجزائر من أجل اقتناء السميد.. مظهر يراه وزير التجارة كمال رزيق سلوك حضاري!».
وأضاف وليد كبير، من خلال تغريدة في منصة تويتر، «هذه استراتيجية نظام العسكر المبنية على تجويع الشعب حتى لا يهتم بالسياسة!».
وتساءل الناشط ذاته عن «متى يستفيق الشعب من سباته؟ متى يفهم ان عصابة الاشرار التي تحكم البلاد تُذله؟».
بدوره، قال محمد العربي زيتوت، وهو ناشط سياسي وحقوقي ودبلوماسي جزائري سابق، «لست هنا في مدينة تركية ولاسورية ردمها الزلزال، ولا في مدينة أوكرانية دمرها الروس، ولا في القرن الإفريقي حيث المجاعة حينا والحروب في كل حين، انما هذه مدينة باتنة قلب الثورة الجزائرية، وطابور بالآلاف لاقتناء كيس سميد».
وأكد المتحدث ذاته أن هذا «هو حال جل المدن في الجزائر، حيث الطوابير والأسعار ترتفع بشكل جنوني».
هذا الوضع ليس بجديد في الجزائر، إذ يعاني المواطنون منذ سنوات من معضلة الانتظار والوقوف لساعات طوال بغرض الحصول على بعض الحاجيات اليومية الضرورية.
وفي ظل هذه الظرفية، يعجز النظام الجزائري على اتخاذ قرارات تحمي القدرة الشرائية للمواطنين وتوفر لهم المواد الأساسية، حيث يكتفي برمي الاتهامات على كبار التجار والمضاربين كونهم السبب في ما يعتبرونه «خلق أزمات مفتعلة لإرباك السلطات».
وكرد من الحكومة الجزائرية على ظاهرة الطوابير، كان وزير التجارة كمال رزيق، قد قال في تصريح سابق له، إن «ظاهرة الطابور ليست عيباً، ففي كل دول العالم توجد طوابير، وبالتالي فإنه ينم عن سلوك حضاري بأن كل شخص ينتظر دوره، أفضل من مشاهد الفوضى واللهفة». على حد قوله.