قائمة الدول الإفريقية الأكثر والأقل أمنا وسلما

أسلحة

في 12/09/2025 على الساعة 18:45

للمرة الثالثة عشرة في 17 سنة، يتدهور السلام في العالم حسب معهد الاقتصاد والسلام. في إفريقيا، الدول التي تُعد من أكثر الدول سلما لا يُمكنها تغطية واقع أقل تفاؤلا: الغالبية العظمى منها تُصنّف بين الدول الأقل سلما.

الحروب، الإرهاب، التوترات السياسية والتجارية، شدّ الرقابة على الحدود، الزيادة الكبيرة في شراء الأسلحة… كلها مؤشرات تُثبت بأن العالم أصبح أقل سلما وأمناً. هذا الوضع يظهر بوضوح في المؤشر العالمي للسلام الذي يُعدّه معهد الاقتصاد والسلام (IEP). يتبيّن أنه في عام 2025، بلغ عدد الصراعات بين الدول أعلى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية.

في هذه المطبوعة التاسعة عشر، شملّت الدراسة 163 دولة وإقليم مستقل، بما يُغطي 99,7٪ من تعداد السكان العالمي. لتقييم حالة السلام في العالم، اعتمد المعهد على 23 مؤشرا نوعيا وكميا مجمعة في ثلاثة مجالات: الصراعات الوطنية والدولية الجارية (السلم والنزعة للمشاركة في صراعات دولية)، الأمان والسلامة (معدل الجريمة، الإرهاب، المظاهرات العنيفة…) والعسكرة (الإنفاق العسكري كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، عدد أفراد القوات المسلحة لكل 100,000 نسمة، حجم الأسلحة التقليدية المستوردة والمصدّرة…). تُمنح لكلّ مؤشر درجة. كلما اقتربت الدرجة من 1، كلما اعتُبر البلد أكثر سلما، والعكس بالعكس.

معهد الاقتصاد والسلام مجموعة بحثية مستقلة غير ربحيّة مقرّها سيدني (أستراليا)، وتُقدم التحليل الإحصائي الأكثر شمولاً حتى الآن حول اتجاهات السلام، قيمته الاقتصادية، وسبل بناء المجتمعات السلمية.

في العام الماضي تحسّنت السلامة العامة والأمن بدرجة متوسطة، لكن الوضع تدهور في الصراعات الجارية والعسكرة.

بشكل عام، أصبح العالم أقل سلما للمرة الثالثة عشرة خلال الـ17 سنة، وبالخصوص للمرّة السادسة على التوالي. من بين 163 دولة تم تحليلها، تحسنت حالة السلام في 74 دولة وتدهورت في 87 دولة. هناك حاليا 59 نزاعا بين الدول نشط، وهو أكبر عدد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وثلاثة نزاعات أكثر من العام السابق. وما يجعل هذه النزاعات أكثر تعقيدا هو أنها تأخذ الطابع الدولي أيضا، ما يجعل حلّها أكثر صعوبة.

كذلك، المتوسط العام لسلم الدول قد تدهور بنسبة 0.36٪ في عام 2025 مقارنة بالعام الذي قبله. هذا الوضع يُؤدّي إلى عسكرة أكبر للدول. والعنف العالمي له تكلفة باهظة. بحسب بيانات المعهد، بلغ الأثر الاقتصادي العالمي للعنف حوالي 20 ألف مليار دولار حسب تعادل القدرة الشرائية الثابت في 2024، أي ما يُوازي 11.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أو ما يعادل 2,455 دولارا للفرد الواحد.

ولدى بعض الدول، حمل تكلفة العنف ثقيل جدا. حسب بيانات المعهد، هناك ست دول تكون فيها تكلفة العنف أكثر من 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وفي دولتين تتجاوز هذه النسبة 40٪. على مستوى القارة الإفريقية، الدول التي تكبّدت أعلى تكلفة من العنف هي الصومال (24,71٪ من الناتج المحلي الإجمالي)، جمهورية إفريقيا الوسطى (22,48٪)، وبوركينا فاسو (18,97٪).

فيما يخص تصنيف المؤشر العالمي للسلام، تُقسَّم الدول إلى خمس حالات سلام: «مرتفع جدا»، «مرتفع»، «متوسط»، «منخفض»، و«منخفض جدا».

إذا كان العالم أقل سلاما، فإنه ليست جميع المناطق في الوضع نفسه. عموما، تُصنّف دول الشمال كدول محبة للسلام. وأيسلندا ما زالت الدولة الأكثر سلما في العالم، وهي الوضعية التي تحتلها منذ 2008، حسب المؤشر العالمي للسلام.

الدولة الشمالية، بدرجة 1,095، هي الأكثر سلما في الثلاثة مجالات التقييم: الصراعات الجارية، الأمان والأمن، والعسكرة. تتقدم على أيرلندا (1,260)، نيوزيلندا (1,282)، النمسا (1,294)، وسويسرا (1,294). هذه الدول تُصنّف ضمن فئة حالة السلام «المرتفعة».

الولايات المتحدة الأمريكية تُصنّف في فئة حالة السلام «المنخفضة» بدرجة 2,443، مما يضعها في المرتبة 128 عالميا، خلف كينيا وقبل الإكوادور والبرازيل وليبيا.

من جهة الدول الأقل سلما في العالم، نجد روسيا (المركز 163 عالميا بدرجة 3,441). تراجعت مركزين لتحتل مركز الدولة الأقل سلما في العالم، أمام أوكرانيا (3,434)، السودان (3,323)، جمهورية الكونغو الديمقراطية (3,292)، واليمن (3,262).

بالنسبة للقارة الإفريقية، عموما، نصف الدول (26 دولة) بأنها تقع ضمن فئة حالة السلام «المتوسطة»، مثل بعض الدول الأوروبية كفرنسا وقبرص. لا توجد أي دولة في القارة مُصنّفة ضمن فئة حالة السلام «المرتفعة جدا».

بالمقابل، هناك 7 دول إفريقية متمركزة في فئة حالة السلام «المرتفعة»: موريشيوس، بوتسوانا، ناميبيا، غامبيا، سيراليون، مدغشقر. هذه الدول من بين أفضل 62 دولة سلما في العالم.

تحرير من طرف موسى ديوب
في 12/09/2025 على الساعة 18:45