بالفيديو: اغتصاب وسرقات واعتداءات.. الأوضاع بالسودان تتأزم ومجلس الأمن الدولي يدق ناقوس الخطر

عائلة سودانية هربت من القتال الدائر في إقليم دارفور، الحدود بين تشاد والسودان 26 يوليو 2023. © رويترز

عائلة سودانية هربت من القتال الدائر في إقليم دارفور، الحدود بين تشاد والسودان 26 يوليو 2023. © رويترز

في 23/12/2023 على الساعة 11:45

تعيش مدينة ود مدني السودانية والمناطق المجاورة لها منذ أيام، حالة من الرعب والهلع، بعد تزايد جرائم القتل والاغتصاب، ما دفع مجلس الأمن الدولي، إلى التعبير عن « قلقه » إزاء الأوضاع هناك.

منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، في 15 أبريل 2023، بالخرطوم، تحولت مدينة ود مدني، الواقعة على بعد 180 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم، إلى ملاذ لآلاف النازحين من مناطق أخرى، ومركزًا نشطًا لعمليات الإغاثة، قبل سيطرة قوات الدعم السريع عليها وعلى المناطق المجاورة لها، لتصبح أرضا لجرائم النهب والاغتصاب والقتل.

هذه الحرب، التي أدت إلى مقتل 12 ألف شخص وتشريد نحو 8 ملايين حتى الآن، دفع ضريبتها نساء وفتيات انتهكت أجسادهن واغتصبن بوحشية، ورجال حطمت كرامتهن بعد اغتصاب بناتهم واخوتهم أمام أعينهم، وأطفال وعائلات شردوا.

وتشهد الأوضاع في السودان تطورات متسارعة، خصوصا بعد تسجيل انسحاب فرق من الجيش السوداني بدون مبرر من المناطق التي كلفت بحراستها، ما يفسح المجال أمام القوات المتمردة بالسيطرة على مناطق أخرى من البلاد وانتهاك حقوق المواطنين.

ولم يجد السودانيون سوى مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال أصواتهم وتسليط الضو عن الجرائم الفضيعة التي ترتكب في حقهم. وفي مقاطع تقشعر لها الأبدان، اشتكى عدد من السودانيين من تزايد أعمال العنف، النهب والاغتصاب خلال الأيام الماضية.

مجلس الأمن الدولي يندد

أعرب مجلس الأمن الدولي الجمعة عن « قلقه » إزاء انتشار العنف في السودان، وندد في بيان مشترك « بقوة » بالهجمات ضد المدنيين وتمدد العنف « إلى مناطق تستضيف أعدادا كبيرة من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء ».

وأضاف البيان أن « أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم إزاء العنف المنتشر وتراجع الوضع الإنساني في السودان »، ما يعكس تدهور الوضع في البلاد.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه « بحسب المنظمة الدولية للهجرة، فر ما يصل إلى 300 ألف شخص من ود مدني بولاية الجزيرة في موجة نزوح جديدة على نطاق واسع ».

انسحاب بعض فرق الجيش

شكل انسحاب الجيش السوداني من عدد من المناطق وتركها رهن إشارة قوات الدعم السريع صدمة كبيرة في صفوف المواطنين.

فحسب قناة الجزيرة، أصدرت القوات المسلحة السودانية، بيانًا للرأي العام بخصوص الانسحاب من الفرقة الأولى، تحدثت فيه، لأول مرة، عن تحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الانسحاب ».

وقد تضمّن البيان المقتضب تضيف القناة، « عبارة صعبَ على الناس تفسيرها، لكنها تشير، على الأرجح، إلى انسحابات غير مبررة في مناطق أخرى، كما حدث في مصنع اليرموك، ومعسكر جبل أولياء، جنوب الخرطوم، ومعظم حاميات دارفور، بطريقة أقرب إلى عمليات التسليم والتسلم، ولو شئنا الدقة، صفقات سرية بين قائد المنطقة، والدعم السريع ».

وأشارت إلى أن « كثيرًا من تلك المدن والمواقع الحيوية لم تقع فيها أي معركة حربية، وآخرها بالطبع مدينة ود مدني، التي هي بموانعها الطبيعية عصية على الاحتلال، مداخلها محدودة جدًا، ومن الشرق يطوقها جسر حنتوب على ضفة النيل الأزرق، وعلى الشريط الغربي تمتد ارتكازات الجيش، إلى محلية الكاملين المتاخمة للخرطوم ».


وقالت إن التقارير الاستخباراتية والمعلومات الصحفية والحقائق الميدانية رسمت صورة مطمئنة لما يمكن أن يحدث في ود مدني، لكنها فجأة انهارت، بطريقة سينمائية، فلم تحدث أي مواجهات على الأرض، لدرجة أن سكان أحياء المدينة فوجئوا بقوات التمرد أمامهم، تغلق الطرق وتنصب الارتكازات وتنتهك الحرمات، مع مشاهد النهب والترويع، ولم تحدث تلك المعركة التي تم الإعداد لها منذ أيام ».

ومن جانبه قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إن « ما حدث في ود مدني بولاية الجزيرة سيتم محاسبة كل متخاذل ومتهاون ولا مجاملة في ذلك ».

وأوضح: « نطمئن المواطنين بأن الجيش سيقاتل لأخر جندي حتي ينعم أهل السودان بالأمن والاستقرار، ولن تسقط القوات المسلحة، مبينا أن كل من تعاون مع المليشيا المتمردة سيدفع ثمن تعاونه ».

وتطرق البرهان إلى الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع تجاه المواطنين والأعيان المدنية.

وقال: « نستغرب من حديثها بأنهم سيحمون مواطني المناطق التي احتلوها، وزاد قائلا: « كيف يستقم ذلك والميليشيا تحتل المنازل وتنهب في نفس الوقت »، منوها إلى أن العالم شهد بفظائع الميليشيا الإرهابية ضد المواطنين وتدمير البنيات التحتية للدولة.

تحرير من طرف عبير العمراني
في 23/12/2023 على الساعة 11:45