ووفق ما نقلته الصحافة الفرنسية، فقد تسلل الشابان الجزائريان، البالغان من العمر 30 و31 عاما، إلى منزل هولاند يوم 22 نونبر الماضي، بعدما تمكنا من تجاوز مراقبة جهاز الحماية المكلف بتأمين مقر هولاند. وبعد أربعة أيام، أوقفا في سان دوني على يد الشرطة القضائية، قبل أن يحالا على التحقيق ويتم إيداعهما السجن بشبهة «السرقة ضمن عصابة منظمة».
تفاصيل سقوط المتهمين
أكد المتهمان خلال التحقيق معهما أنهما كانا يتجولان في الحي عندما وصلا إلى المنزل، فدخلا إليه باعتقاد أنه مبنى مهجور بعدما وجدا البوابة مفتوحة والأنوار مطفأة، إلا أن «حرارة المكان» أوحت لهما بأنه مأهول.
بعدها غادر الشابان المنزل بعد ست دقائق فقط دون أن يرصدا حاملين أي شيء على كاميرات المراقبة، غير أن أحدهما نسي سيجارته الإلكترونية، فعاد لاسترجاعها واستغل دخوله الثاني لأخذ الساعة والجهاز اللوحي. ولم ينتبه عناصر الأمن للحركة إلا عند هذه العودة، رغم مرور أكثر من نصف ساعة على الاقتحام الأول.
وأكد مكتب النيابة في باريس في الأول من دجنبر، معلومات كشفتها قناة «بي إف إم تي في»، أن المتهمان وُجّهت إليهما تهمة السرقة في إطار جماعي وتم وضعهما رهن الحبس الاحتياطي، بعد اقتحام الشقة الباريسية التي يقطنها هولاند وغاييه.
وبحسب النيابة، فقد أسندت مهمة التحقيق في هذه القضية، باعتبارها «سرقة ضمن عصابة منظمة»، إلى الدائرة الثانية للشرطة القضائية. وساعدت التحقيقات، التي تقدمت بسرعة، في تحديد هوية المشتبهين ثم توقيفهما، وهما من مواليد ديسمبر 1994 وفبراير 1995 في الجزائر.
وبعد انتهاء فترة الحراسة النظرية، عُرض المتهمان على النيابة ووُجّهت إليهما الاتهامات رسميا، ثم أودعا السجن في 28 نوفمبر. ووفق معلومات «بي إف إم تي في»، فقد تمت سرقة ساعة من المكان أثناء عملية الاقتحام.
مشتبه جزائري آخر في عملية «سطو متحف اللوفر»
خلال عملية تفتيش أعقبت توقيف المشتبهين، تمكنت الشرطة من العثور على الساعة المسروقة وأعادتها إلى الرئيس السابق. وصرحت النيابة العامة في باريس بأنها أوقفت الرجلين ووجهت إليهما تهمة السرقة في إطار جماعة منظمة. كما نقلت صحيفة «لو فيغارو»، استنادا إلى النيابة ومحيط فرانسوا هولاند، أن التدخل السريع لقوات الشرطة سمح بالحد من أثر الاقتحام وأن الأضرار كانت «محدودة للغاية».
وأشار مقربون من هولاند وجولي غاييه إلى أنه لم تُسجل أي تبعات خطيرة، مؤكدين أن التحرك السريع للشرطة ساعد في احتواء الحادث. وأوضحت وكالة الأنباء الفرنسية وعدة وسائل إعلام أن الملف أصبح الآن بيد القضاء، فيما تتواصل التحقيقات لتحديد ملابسات الاقتحام وإمكانية وجود شركاء آخرين.
وتأتي هذه القضية في وقت لا تزال فيه الشرطة القضائية في باريس منشغلة بملف كبير آخر، هو السطو على متحف اللوفر الذي وقع في نهاية أكتوبر. فقد سُرقت ثمانية من مجوهرات التاج الفرنسي، تقدّر قيمتها بـ88 مليون يورو، في عملية وصفت بالجريئة للغاية.
ووفق «فرانس إنفو»، فقد أوقف مشتبهان بعد أيام قليلة ووُضعا تحت الحراسة النظرية. أحدهما، وهو فرنسي من أصل جزائري، اعتُقل في مطار رواسي بينما كان يستعد للصعود إلى رحلة متوجهة إلى الجزائر، فيما أوقف الثاني في منطقة باريس.




