ويرتكز هذا الحزب على الدستور الجنوب إفريقي لإعلان مطالبه بطرق سلمية، وتحديدا المادة 235 التي تسمح للشعوب المتميزة ثقافيا ولغويا بإنشاء دولة مستقلة، وهو الشيء الذي دفع زعيمه جاك ميلر إلى وصف جنوب إفريقيا بـ«الدولة الاستعمارية»، لذلك يطالب هذا الحزب بتنظيم استفتاء لتقرير المصير وهو ما يرفضه الحزب الحاكم في بريتوريا، بل لقد رفض الحزب الحاكم (حزب المؤتمر الوطني الافريقي) مجرد نقل سلطات معينة إلى حكومة المقاطعة مثل مجالات الشرطة والنقل العام.
شعب منطقة كيب الغربية، الغني بموارده، يعاني أزمة اقتصادية واجتماعية مسّت كل جوانب الحياة وشملت جميع القطاعات رغم القوة الاقتصادية لهذه المحافظة التي لا تتحكم حتى في ضرائبها، مما أدى إلى بلوغ معدل البطالة بها ما يزيد عن 25 بالمائة، وتفشت الجريمة بها بشكل كبير، حيث يسجل أعلى معدل جرائم القتل في العالم، كما انهارت البنية التحتية والخدماتية بل وصل الأمر إلى انقطاع التيار الكهربائي يوميا، ما أدى إلى خنق النمو الاقتصادي.
رغم هذه المعاناة، يستمر نظام دولة جنوب إفريقيا في فرض الحصار على أحلام هذا الشعب، متحججا بكون دستوره ينص على تقرير المصير في إطار سيادة الدولة! في الوقت الذي يتبجح فيه مسؤولوه بالعديد من العنتريات السياسوية والشعارات البلهاء الفارغة حيث ينصبون أنفسهم حماة للعديد من الأوهام التي تجعلهم يتدخلون في سيادة الدول.
ورغم ذلك، فإن المملكة المغربية الشريفة، الدولة الأمة ذات التاريخ الذي لا يحتاج إلى تعريف، لا تتعامل بطريقة رد الفعل، لأن ذلك سلوك الأنظمة المهزوزة التي لا تقف على أسس ثابتة، لكن لا نحرم أنفسنا من مشاهدة بعض اللحظات التراجيدية في مسرح التاريخ.